في سابقة خطيرة وغير مسبوقة، أثارت تصريحات زهرة المنشودي، نائبة رئيس المجلس الجماعي لأكادير، موجة استنكار واسعة، بعد أن دعت صراحة كل من لا يرضى بسياسة المجلس، الذي يرأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى مغادرة المدينة أو حتى الوطن.
هذا التصريح، الذي أطلق خلال دورة ماي العادية للمجلس الجماعي، وصفه نشطاء وحقوقيون بالتحريضي واللا مسؤول، بل ويمس بشكل مباشر الحق الدستوري في التعبير عن الرأي، وهو ما دفع عددا من الأصوات إلى المطالبة بفتح تحقيق قضائي في هذه “النازلة التي تضرب جوهر المواطنة في مقتل”.
تصريحات المنشودي تأتي في سياق تصاعد حدة الانتقادات الموجهة لحكومة أخنوش وحزبه، التجمع الوطني للأحرار، في ظل عجز واضح عن مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد، وغياب أي رؤية واقعية للتجاوب مع تطلعات الشباب المغربي الذي بات يفقد الأمل في وطنه.
إن مثل هذا الخطاب الإقصائي، الذي يتحدث بلغة استعلائية تجاه المواطنين، لا يُمكن أن يصدر عن مسؤولة منتخبة يُفترض أن تمثل كل ساكنة أكادير، لا أن تهاجمهم وتشكك في وطنيتهم، وهو ما يطرح سؤالا جوهريا: هل تحولت بعض المناصب الانتخابية إلى منصات لتهديد المواطنين بدل خدمتهم؟
Sorry Comments are closed