في عز مشاكل الطرق والماء والنقل والصحة والتعليم وحتى الأحلام، قرر عامل إقليم الناظور، جمال الشعراني، أن “الأولوية” في 2025 هي توحيد لون واجهات المنازل بين جماعتي أركمان واعزانن، وعلى طول الطريق رقم 16 التي لا زالت تتثنى وتتلوى منذ سنوات.
مصادر لموقع “الريف 24” أكدت أن العامل راسل بعض الجماعات الترابية لإدراج النقطة في جدول دورة ماي العادية، وتشكيل لجنة لصباغة الحيطان، نعم، لجنة للصباغة، وكأننا في ورشة ديكور، لا في إقليم تتراكم فيه الملفات السوداء.
القرار جاء بحجة “تجميل الطريق”، وكأن اللون سيغطي الفقر، وسيسكت الحفر، وسيمحو التهميش، والغريب أن المجالس الجماعية – التي بالكاد تضيء أعمدة الإنارة – وجدت نفسها مطالبة بإدراج النقطة في إنتظار إصدار قرار يجبر المواطنين على صباغة منازلهم … من مالهم طبعا.
وبدل أن يصدر قرارا عامليا ويتحمل مسؤوليته، اختار العامل أن يرمي الكرة في ملعب المجالس المنتخبة، التي لا تملك خيارا سوى الانصياع، وإلا … فالتأديب الإداري جاهز.
الطريق لا زالت غير مكتملة، والمنازل بعضها بالكاد قائم، لكن اللون الموحد أهم، فلا تنمية، ولا شغل، ولا صحة … لكن على الأقل سنموت تحت جدران بلون “موحد وحضاري”.
في الناظور، التنمية تبدأ بالفرشاة، والسياسة تمارس من فوق السلالم، والقرارات تتخذ … من فوق السحاب.
Sorry Comments are closed