أطلق نشطاء مغاربة من داخل الوطن وخارجه حملة مقاطعة واسعة ضد شركة النقل البحري الإسبانية “أرماس”، احتجاجا على ما وصفوه بـ”فشل الشركة في توفير شروط السلامة والأمن للمسافرين”، وذلك على خلفية اختفاء الشاب المغربي مروان المقدم في ظروف غامضة خلال رحلة بحرية انطلقت من ميناء بني أنصار صوب ميناء موتريل الإسباني في أبريل 2024.
ودعا النشطاء أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى الانخراط في الحملة والامتناع عن استعمال بواخر “أرماس”، مؤكدين أن الشركة تتحمل “مسؤولية مباشرة وأخلاقية” في حادث اختفاء الشاب، الذي لم يظهر له أثر منذ مغادرته أرض الوطن، وانتشرت الدعوة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم “#قاطعوا_أرماس”، في خطوة ترمي إلى الضغط على الشركة المعنية وتحسيس الرأي العام بخطورة ما وقع.
ويؤكد منظمو الحملة أن ما جرى مع مروان المقدم ليس حادثا معزولا، بل يعكس خللا بنيويا في منظومة السلامة التي تعتمدها الشركة، مشيرين إلى أن غياب الكاميرات وعدم تقديم معطيات واضحة حول مجريات الرحلة يثيران الشكوك بشأن ظروف الاختفاء، واعتبروا أن “الصمت المريب” لإدارة الشركة الأم وتجاهلها مطالب العائلة والمجتمع المغربي يشكلان إهانة لجالية تعتبر من أهم ركائز اقتصاد العبور البحري في المنطقة.
وطالب النشطاء بفتح تحقيق دولي نزيه، وإخضاع الشركة للمحاسبة القانونية والأخلاقية، خاصة أن المعطيات المتوفرة تفيد بدخول مروان إلى الباخرة، دون أي توثيق لخروجه منها أو بيانات تبين مصيره، في ظل صمت السلطات الإسبانية وعدم تعاون الشركة المعنية.
وتأتي هذه الحملة في سياق تزايد الوعي الحقوقي داخل صفوف الجالية المغربية، التي ترى في استمرار التعامل مع “أرماس” نوعا من التطبيع مع الإهمال، وتدعو إلى اتخاذ مواقف حازمة لضمان عدم تكرار هذه المأساة مستقبلا.
Sorry Comments are closed