أثار تنظيم أول مهرجان من نوعه بمدينة إمزورن بإقليم الحسيمة، بدعم أساسي من المجلس الجماعي والذي يترأس محمد سحنون، موجة من الانتقادات الواسعة في أوساط الساكنة المحلية، التي اعتبرت الخطوة “عبثا بالأولويات” و”تبذيرا للمال العام” في مدينة تعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم.
ورغم أهمية الأنشطة الثقافية والفنية في تنشيط الحياة العامة، فإن عددا من المواطنين عبروا عن استيائهم من توقيت المهرجان، متسائلين عن القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها في ظل وضعية اجتماعية وبنية تحتية توصف بالكارثية.
وتعاني أحياء واسعة من إمزورن من غياب شبكة الماء الصالح للشرب، وانقطاعه المتكرر في عز الصيف، إضافة إلى غياب الإنارة العمومية في عدد من الشوارع، ما جعل ممتلكات السكان، خصوصا المهاجرين المقيمين بالخارج، عرضة للسرقة.. كما تتحول شوارع المدينة إلى أسواق عشوائية دون تدخل فعال من المجلس البلدي لتنظيمها.
وفي هذا السياق، يرى متتبعون أن “الأجدر كان توجيه ميزانية المهرجان لتحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، بدل صرفها في مظاهر احتفالية لا تلامس احتياجاته اليومية”، معتبرين أن “الترفيه لا يبنى على المعاناة”.
وتتزامن هذه الانتقادات مع استمرار هجرة الشباب من المدينة بحثا عن فرص أفضل، في ظل ما وصفه البعض بـ”سنوات من التهميش وسوء التدبير”.
“أش خاصك العريان؟ مهرجان أمولاي”، يقول أحد المواطنين مستهزئا، في تعبير شعبي يلخص واقعا مؤلما لمدينة تبحث عن كرامة العيش قبل بهرج الاحتفالات.
Sorry Comments are closed