ألو دكتور عطيني شيميدي كامول … لحسن السعيدي يرى في اختناقنا تكريما وطنيا

ألو دكتور عطيني شيميدي كامول … لحسن السعيدي يرى في اختناقنا تكريما وطنيا
الريف 244 ماي 2025Last Update : 5 شهور ago

منذ أن اعتلى لحسن السعيدي منصة حزب التجمع الوطني للأحرار أمس السبت 3 ماي الجاري، بدا وكأنه قرر أن يرقص مرة أخرى، لا على منصة المؤتمر، بل على جراح المغاربة، حيث في تصريح أشبه بكابوس جماعي، قال السعيدي إن الحكومة الحالية أنجزت ما لم تنجزه أي حكومة في تاريخ المغرب، بل وتمادى في نشوته الوجدانية قائلا إن المواطن المغربي “كرم أشد تكريم منذ ولادته حتى تقاعده”.

نعم يا سادة، نحن نكرم يوميا … بدرهمين فحال الطوبيس، بارتفاع الأسعار، بانقطاع الماء، بالكريدي من أجل قنينة الغاز، وبالانتظار في طوابير المستشفيات التي لا تجد فيها لا “شيميدي” ولا “كامول”.

تصريحات السعيدي جاءت بنكهة كوميدية مأساوية، لا تقل عبثية عن رقصته الشهيرة في مؤتمر سابق على أنغام “مهبول أنا، غادي فلوطوروت أنا”، والحق يقال، يبدو أنه تذكر نشوته في تلك الرقصة المجيدة، فقرر هذه المرة أن يرقص رقصة “مذبوحة” من نوع آخر، رقصة غير علنية، لكن هذه المرة على إيقاع “الو دكتور، عطيني شيميدي كامول”، الفرق الوحيد؟ أن الحضور هذه المرة لم يكن يضحك، بل يجز على أسنانه.

الرجل يتحدث عن حكومة ملائكية تمنح المواطن كل شيء، بينما المواطن يتساءل إن كان يقيم في مغرب آخر، مغرب حيث المواطن “يكرّم” بأن يعمل طول الشهر ليدفع فاتورة الماء والكهرباء، ثم يتسول الكرامة بين مؤسسات عمومية مغلقة ومواعيد طبية مؤجلة حتى إشعار آخر.

السعيدي لم يخطئ، هو فقط يعيش في واقع افتراضي، واقع حيث الرغيف مدعم، والبطالة مجرد شائعة، والتعليم في أوج الجودة، والصحة مجانية وفعالة لدرجة أنك تدخل المستشفى وتخرج بعد نصف ساعة … إما متعاف أو متوفى، وفي الحالتين: خدمات سريعة!

وقد تكون تصريحات لحسن السعيدي انعكاسا لما يعتقد أنه إنجاز حكومي، فاسمحوا لنا أن نطلب تحويل هذا “التكريم” إلى شيء آخر … إلى واقع قابل للعيش مثلا، أو إلى “شيميدي كامول” على الأقل، لتخفيف صداع التصريحات الرسمية.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News