أثار العثور على جثة السيدة المسنة المفقودة بالدريوش غضباً عارماً وسط الساكنة، بعدما اعتبروا أن ما جرى نتيجة مباشرة لإهمال وتقصير السلطات المحلية والدرك الملكي. فبدل أن يتم إطلاق خطة بحث شاملة تستعمل كل الوسائل المتاحة من طائرات بدون طيار، كلاب مدربة، وتغطية ميدانية واسعة، اكتفت السلطات بخطوات روتينية وبطيئة، وكأن حياة المسنة لا تستحق التعبئة القصوى. بالنسبة لساكنة المنطقة، ما وقع هو فضيحة حقيقية تعكس استخفافاً بأرواح المواطنين.
شهادات الأهالي أكدت أن السيدة كانت تعاني من الزهايمر، ما جعل وضعها أكثر خطورة منذ اللحظة الأولى لاختفائها، لكن السلطات تعاملت مع الملف ببرود غير مبرر، في وقت يعرف فيه الجميع أن الساعات الأولى هي الحاسمة لإنقاذ الأرواح. هذا التهاون عمّق شعور السكان بالغبن، خاصة حين يقارنون بين ضعف التدخل في منطقتهم والاستنفار الكامل الذي يحدث في مناطق أخرى عند حوادث مشابهة. بالنسبة لهم، النتيجة المأساوية لم تكن قدراً فقط، بل حصيلة طبيعية لتقصير رسمي جسيم.
اليوم، يطالب سكان الدريوش بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل، ومراجعة أساليب التعامل مع حالات الاختفاء بشكل جذري، حتى لا تتكرر المأساة. فالمواطنون يرون أن حياة أي إنسان يجب أن تكون أولوية مطلقة، وأي تأخر أو تراخٍ يعد خيانة لثقة الناس في مؤسسات الدولة. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته، لكن دموعها ستظل شاهداً على إهمال لا يغتفر، وعلى صرخة مجتمع لم يعد يقبل أن تُزهق الأرواح بسبب بطء وفوضى رسمية.
Sorry Comments are closed