مازالت تعيش مدينة بني أنصار على وقع انفلات أمني خطير، مع تصاعد ظاهرة الاتجار العلني بالمخدرات الصلبة، وعلى رأسها الكوكايين، في وضح النهار، دون أي مؤشرات على تدخل فعلي لوقف هذا النزيف المجتمعي.
وتبرز خطورة الوضع بالنظر إلى الموقع الجغرافي الحساس للمدينة، التي تُعدّ بوابة بحرية رئيسية ومنطقة حدودية ملاصقة لمليلية المحتلة، ما يجعلها نقطة عبور استراتيجية وخط تماس أمني يجب أن يحظى بأقصى درجات اليقظة والمراقبة. غير أن الواقع يكشف عن صورة مقلقة، حيث تحوّلت بعض أحياء المدينة، خصوصًا طحطاحة، إلى ما يشبه “كولومبيا مصغّرة” لترويج الكوكايين.
ويقود هذه الأنشطة الإجرامية شخص يُعرف بـ**”الملثم”**، يتنقل بسيارة رباعية الدفع تحمل لوحات مزورة، ويخفي ملامحه خلف قناع دائم، ما يمنحه حرية التحرك كـ”زعيم فوق القانون”. سكان المنطقة يؤكدون أنهم يشاهدون يوميًا عمليات بيع الكوكايين بشكل علني، دون تدخل من الجهات الأمنية، مما أثار موجة غضب واستياء واسعين.
وتتحدث مصادر محلية عن شُبهات تواطؤ أو تغاضٍ من بعض العناصر الأمنية داخل مفوضية بني أنصار، ما سمح لهذا “الملثم” بتوسيع أنشطته وتحويلها إلى شبكة شبه منظمة تنشط أمام مرأى ومسمع الجميع.
وبالنظر إلى الطابع الحدودي لبني أنصار، فإن استمرار هذا التسيب يشكل تهديدًا للأمن القومي ولمصداقية الدولة، خاصة مع وجود منافذ بحرية وبرية حساسة يُفترض أن تكون محصنة ضد شبكات التهريب والإجرام المنظم.
ويطالب سكان المدينة، ومعهم فاعلون جمعويون وحقوقيون، بتدخل فوري من المديرية العامة للأمن الوطني والقيادة الجهوية للدرك الملكي، وفتح تحقيق جاد في خلفيات هذا الانفلات الخطير، ووضع حدٍ لعصابات الاتجار بالسموم التي تُهدد النسيج الاجتماعي وتضرب هيبة الدولة في عمق منطقة حدودية حساسة.
Sorry Comments are closed