منذ الأمس، تغيبت البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسمين لمغور، عن شاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في وقت شهدت عدة مدن مغربية احتجاجات واسعة ضد السياسات الحكومية الحالية.
غيابها الملاحظ يأتي في وقت يحتاج فيه الرأي العام إلى ردود واضحة على مطالب الشباب المغربي، الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لفشل السياسات الحكومية، ومطالبتهم بحلول عملية لمشاكلهم اليومية في التعليم والصحة والبطالة.
المثير أن البرلمانية التي اعتادت الانقضاض على المنتقدين ووصمهم بـ”الجراثيم” و”الذباب الإلكتروني”، اختفت فجأة من المشهد الرقمي، تاركة مساحة واسعة للشباب والمواطنين لإيصال رسائلهم، دون أن نجد أي تعليق أو محاولة لتهدئة الاحتقان أو الرد على التساؤلات التي يطرحها المحتجون.
غياب لمغور يكشف هشاشة خطابها السياسي، ويضع علامات استفهام حول قدرتها على مواجهة الرأي العام، خاصة بعد أن أصبح المغاربة أكثر وعيا بفشل الخطابات الدعائية وحاجة البلاد إلى برامج وسياسات واقعية بدل الشتائم والصراخ على المنتقدين.
في ظل هذا الغياب، يثبت الواقع مرة أخرى أن الشارع المغربي لن ينتظر ظهور البرلمانية أو غيرها على شاشات مواقع التواصل، وأن قوة المواطن تكمن في وعيه ونزوله إلى الميدان لممارسة حقه الدستوري في النقد والمساءلة، بعيدا عن خطاب الإقصاء والتشهير الذي اعتادت عليه لمغور.
