في وقت صرح فيه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بمشاريع تنموية واسعة تشمل إقليم الدريوش، يبدو أن الواقع المعيشي لسكان دواوير أبولحفاتن وإبوعقلان بجماعة إجرمواس إقليم الدريوش مختلف تماما عن ما أعلنته التصريحات الرسمية.
فهذه الدواوير لا تبعد سوى كيلومترات قليلة، إن لم نقل أمتارا، عن مسقط رأس الوزير المنحدر من تفرسيت، ومع ذلك، ما زالت تعاني من غياب أبسط مقومات العيش الكريم، أبرزها الماء الصالح للشرب.
رغم الحديث عن إنجاز مسالك قروية، وتوسيع الشبكات الكهربائية، وتزويد الجماعات بالماء، إلا أن السكان يؤكدون أن الوضع في دواويرهم لا يعكس أي أثر لهذه المشاريع… فقد أصبح من السهل وصف هذه المنطقة بـ “أنفكو الريف”، في إشارة إلى التهميش والإقصاء الذي يعانيه أهلها منذ سنوات طويلة، رغم قربها من مركز القرار.
المفارقة الأكبر تكمن في أن هذه الدواوير تقع على مقربة من مسقط رأس الوزير نفسه، مما يجعل تصريحات التقدم والبنية التحتية التي أعلن عنها تبدو بعيدة عن الواقع اليومي للسكان.
السكان المحليون يشتكون من نقص في المياه الصالحة للشرب، وعدم توفر الخدمات الأساسية التي يصفها المسؤولون بأنها وصلت لمستوى متقدم، في حين يظل الناس عاجزين عن تلبية أبسط احتياجات حياتهم اليومية.
إن الوضع في أبولحفاتن وإبوعقلان يعكس فجوة كبيرة بين السياسات الرسمية وواقع المواطنين، ويطرح تساؤلات حول مدى مطابقة المشاريع التنموية المعلنة على الورق مع ما يصل فعليًا إلى المواطنين في المناطق النائية.
ولعل ما يعيشه سكان هذه الدواوير اليوم هو مثال حي على ما يمكن أن نسميه “أنفكو الريف”، أي الريف المنسي والمهمش بالرغم من قربه من النفوذ والمراكز الإدارية.
في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال مطروحا: هل ستتم معالجة التهميش القائم فعليا، أم ستظل التصريحات الرسمية مجرد بيانات إعلامية بعيدة عن الحياة اليومية لسكان هذه المنطقة؟
