اسباعي يكتب: النكافات … من تزيين العروس إلى تلميع السياسي

اسباعي يكتب: النكافات … من تزيين العروس إلى تلميع السياسي
الريف 2416 غشت 2025Last Update : شهر واحد ago

النكافة … كانت ملكة الأعراس، سيدة القفطان والتكشيطة، خبيرة في تغيير أزياء العروس وكأنها تملك عصا سحرية تحول ليلة واحدة إلى أسطورة… كانت المهنة مهنة مهارة، حس جمالي، واحترافية في صنع البهجة.

لكن، ها نحن اليوم نعيش نسخة سياسية منها! نعم، النكافات انتقلت من الأعراس إلى البرلمان، مكاتب المسؤولين، والمهرجانات السياسية، والمجالس المنتخبة، أصبح لدينا جيل جديد من “النكافات” الذين لا يملكون سوى الابتسامة الكاذبة، التصفيق المبالغ فيه، والمديح الزائف، كل ذلك ليجعل السياسي الفاشل يبدو وكأنه مسؤول ناجح.

هؤلاء المصفقون يتنافسون في من يستطيع تلميع أكثر، تلميع حتى يلمع الجدار الذي يقف خلف السياسي، بدل أن يلمع الأداء أو الإنجاز الحقيقي… يضحكون، يصفقون، ويبيعون صورة وهمية لسياسيين لا يعرفون حتى كيف يملكون الكلمة الصحيحة… باختصار، أصبح التصفيق مهنة، والفساد أو الفشل مجرد خلفية درامية للقفطان السياسي.

النكافات في الأعراس تصنع فرحة، أما نكافات السياسة، فهي تصنع سخرية، استهزاء، وحسرة… لأنها تذكرنا كل يوم أن البهجة المزيفة لا تصنع قيادة ناجحة، وأن الابتسامة المبالغ فيها لا تخفي غياب الكفاءة.

في النهاية، سواء كان القفطان على العروس أو على السياسي، الحقيقة واحدة: بعض الناس يبيعون التجميل الزائف، وبعضنا يدفع الثمن باهظا… بضحكة مريرة.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News