تعيش مدينة الناظور على وقع تهديد حقيقي ومتصاعد بسبب الانتشار الكبير للكلاب الضالة، التي تحولت إلى مصدر رعب يومي للمواطنين، بعدما أصبحت تتجول في الأزقة والأحياء وحتى الشوارع الرئيسية بأعداد مهولة، في مشهد يعكس غياب أي استراتيجية واضحة من طرف الجهات المعنية، وسط صمت مريب من فعاليات كانت، إلى وقت قريب، تتصدر مشهد “الرحمة والرفق بالحيوان”.
وتتعدد شكاوى الساكنة من الحوادث المتكررة التي تسببت فيها هذه الكلاب، سواء من خلال الاعتداء على المارة، أو زرع الخوف في نفوس الأطفال والنساء، ناهيك عن احتمال نقلها لأمراض خطيرة مثل داء السعار، ما يجعل الوضع مهدداً للصحة والسلامة العامة.
وفي هذا السياق، يتساءل المواطن الناظوري، بحسرة ومرارة: “أين اختفت نفيسة شملال؟”، الناشطة الجمعوية التي سبق أن قادت حملة قوية ضد إعدام الكلاب الضالة، معتبرة الأمر “وحشية” يجب القطع معها، دون أن تقترح بديلا واقعيا أو تساهم في حلول عملية… واليوم، ومع تفاقم الوضع، تلاشت شعارات الرفق بالحيوان، وتوارى أصحابها، في وقت باتت فيه المدينة بحاجة ماسة لمن يرفق بالإنسان أولا.
وقد عبر عدد من المواطنين في تصريحات متفرقة عن استيائهم من صمت المجلس الجماعي والسلطات المحلية، متسائلين عن الجهة المسؤولة عن هذا الإهمال المتعمد، وعن سبب عدم تفعيل برامج التعقيم أو إحداث مراكز للإيواء، إن كانت فكرة “القتل الرحيم” مرفوضة عند البعض.
وأمام هذا المشهد المقلق، تتصاعد الدعوات لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الخطر المتزايد للكلاب الضالة، مع مطالبة عامل الإقليم بالتدخل العاجل، إما لتفعيل حلول ملموسة، أو لتحمّل الجهات التي عرقلت سابقاً عمليات الإبادة مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية.
وفي المقابل، يرى متابعون للشأن المحلي أن السكوت عن هذا التهديد هو بمثابة “قنبلة موقوتة”، قد تنفجر في أي لحظة، لا قدّر الله، على شكل اعتداء مميت على طفل أو مواطن بسيط، ما سيحول الإهمال إلى جريمة تشترك فيها كل الأطراف التي اختارت التواطؤ بالصمت.
وفي انتظار أن تتحرك ضمائر من يفترض فيهم الدفاع عن الإنسان والحيوان معا، يعيش المواطن الناظوري على وقع الرعب والانتظار، بينما تتحول مدينته يوما بعد يوم إلى غابة لا يسودها قانون، ولا صوت فيها يعلو على نباح الكلاب.
Sorry Comments are closed