في مشهد لا يخلو من التهكم والسخرية، سارع نائب رئيس جماعة الناظور، محمد منتصر، إلى تسجيل مقطع فيديو “سيلفي” من قلب المقطع الطرقي الذي استُكملت أشغاله حديثا، وكأن الزمن توقف في انتظاره ليوثق لحظة الركوب على الموجة، فالرجل لم ينتظر حتى يجف الإسفلت، بل سبق أعضاء المجلس ورئيسه (خوفا) إلى الكاميرا، فقط ليضمن “السبق الميداني” في حملة انتخابية مبكرة بطعم الإنجاز المسروق.
المقطع الطرقي الذي جرى فتحه أخيرا، يربط المدار الطرقي الجديد بمدخل المدينة انطلاقا من الثكنة العسكرية بمدخل الناظور، مرورا بحي المطار، وصولا إلى كورنيش الناظور، حيث يعد شريانا حيويا لفك الخناق عن وسط المدينة خاصة في فصل الصيف الذي يشهد عودة مكثفة للجالية، حيث أن هذا الإنجاز البارز لم يكن من صنع المجلس الجماعي، ولا من مخرجات اجتماعاته، بل تم تنفيذه بالكامل من طرف وكالة “مارشيكا”، وهي الجهة الوحيدة التي سهرت على إنجاز المشروع.
غير أن النائب، وعلى طريقة “بلوجر موسمي”، لم يتردد في القفز أمام الكاميرا، وتقديم نفسه كوسيط خير وفاعل لا يشق له غبار، متجاهلا أن المشروع خارج اختصاص المجلس الجماعي أصلا، فهذا تصرف أثار استغراب عدد من الفاعلين الجمعويين والمدنيين الذين عبروا عن امتعاضهم من هذه الخرجات الارتجالية، حيث علق أحدهم ساخرا: “خاف لا يسبقه الرئيس للمقطع فسبق حتى الإسفلت!”
ويبقى السؤال: هل تحولت بعض مناصب المسؤولية إلى منابر لخلق محتوى انتخابي؟ أم أن العمل الميداني صار مجرد خلفية لفيديوهات لا تبحث عن الإنجاز بقدر ما تبحث عن اللقطة؟
Sorry Comments are closed