في زمن تتداخل فيه الأدوار وتضيع فيه الحدود بين العمل المهني والتصرفات الانتهازية، يطفو على السطح نموذج بنعيسى قمر، الذي يفترض أنه يمارس الصحافة، لكنه – حسب المعطيات المتوفرة لدى موقعنا – حول هذه المهنة النبيلة إلى أداة للضغط، والابتزاز، وتصفية الحسابات بأوامر خارجية.
المؤسف أن الرجل لا يوجه قلمه أو كاميراه لخدمة الحقيقة أو فضح الفساد، بل وفق ما استقيناه من مصادر موثوقة، يخوض “حملات إعلامية” موجهة ضد بعض الأسماء المرتبطة بمجال الهجرة والاتجار بالمخدرات، تنفيذا لرغبة صهره الذي يشتغل لدى أحد كبار تجار هذه السموم.
أسئلة كثيرة تطرح هنا: من يحرك هذا “الصحفي”؟ من يموله؟ وهل العقارات التي اقتناها مؤخرا لها علاقة بهذه الحملات المأجورة؟ الأجوبة، وإن لم تكشف بعد للرأي العام بشكل رسمي، إلا أن رائحتها تزكم الأنوف وتضعنا أمام صورة مشوهة عن الصحافة التي يفترض أنها سلطة رابعة، لا خادمة لرابعة حقيقية تتحكم من الظل.
إن ما يقوم به المعني بالأمر لا علاقة له بالإعلام، بل هو انحراف خطير وجب التصدي له قانونيا وأخلاقيا، لأن تحويل العمل الصحفي إلى وسيلة لخدمة تجار المخدرات، أو تصفية الخصوم لحساب أفراد نافذين، يعد خيانة للمهنة والمجتمع على حد سواء.
لا نزايد حين نقول إن أمثال هذا الشخص يسيئون إلى آلاف الصحفيين الشرفاء، الذين يشتغلون في صمت، ملتزمين بأخلاقيات المهنة، دون أن يغريهم المال أو تستهويهم صفقات الظل.
ربما آن الأوان لتفتح النيابة العامة ومجالس الصحافة المهنية تحقيقًا شفافًا فيما يجري، لأن صمت المؤسسات في وجه هذا الانحراف هو في حد ذاته تقصير يُغذي الفوضى والفساد داخل الحقل الإعلامي.
Sorry Comments are closed