في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أقدم المدعو خليفة الداودي على حذف مدونته المثيرة للريبة “ريفينيوز” من جميع الخوادم، بعدما تم حجبها وطنيا في المغرب خلال الأيام الأخيرة، عقب اشتداد المراقبة القضائية عليه من طرف النيابة العامة بمدينة الناظور.
قرار الإغلاق جاء بعد تضييق الخناق عليه قضائيا، خاصة وأن المدونة كانت أداة رئيسية في تنفيذ سلسلة من عمليات الابتزاز والتشهير التي استهدفت عددا من الأشخاص، بينهم تجار معروفون وأسماء تنشط في مجالات مختلفة، وفق ما كشفته مصادر قريبة من مسار التحقيق.
لكن الأكثر إثارة للقلق، أن الداودي لم ينه مساره في استغلال الإعلام الرقمي، بل انتقل – في تحد صارخ للقانون – إلى منبر إلكتروني بديل، يواصل من خلاله نفس الأساليب المشبوهة، عبر نشر محتويات تستهدف أشخاصا بعينهم بغرض الضغط وابتزازهم ماليا، وهو ما يكشف عن سلوك منهجي يتجاوز مجرد النشر العشوائي إلى نشاط منظم يحتمل أن يشكل بنية إجرامية قائمة على الابتزاز الرقمي.
المثير في الملف أن الداودي سبق له أن دخل في خلاف حاد مع أحد شركائه السابقين في هذه العمليات، بعد نزاع على مبلغ 7000 درهم، ما يؤكد أن من يقف وراء هذه الأفعال لا تحركه أي قناعة مهنية أو نضالية، بل مجرد جشع ومصالح شخصية على حساب كرامة الآخرين.
إن استمرار مثل هذه الممارسات رغم التدخل القضائي، يعد صفعة صريحة لهيبة القانون، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول حجم الشبكة التي توفر الحماية لهكذا أنشطة، كما يسلط الضوء على وجه مظلم للصحافة الرقمية حين تقع في أيدي من لا يميزون بين حرية التعبير والابتزاز، وبين العمل الإعلامي المهني والارتزاق الرقمي.
Sorry Comments are closed