تشهد جماعة رأس الماء بإقليم الناظور حالة احتقان غير مسبوقة، بعد أن فجر تصميم التهيئة الجديد موجة من الغضب وسط أعضاء المجلس الجماعي، مما أدى إلى مقاطعة جماعية للجلسة الأولى من دورة ماي، التي كانت مقررة يوم الثلاثاء 6 ماي المنصرم.
مصادر من داخل المجلس أكدت أن غياب غالبية المستشارين جاء احتجاجا على ما وصفوه بـ “العبث في تدبير عملية إعادة الهيكلة”، معتبرين أن التصميم الجديد للتهيئة يمثل “قنبلة فجرت الأزمة”، نظرا لتسببه في قرارات اعتبرت مسيئة للاستثمار المحلي.
ومن أبرز الحالات المثيرة للجدل، مثال مستثمر حصل على رخصة بناء قانونية سنة 2024، ليفاجأ في نفس العام بأن التصميم الجديد يمرر شارعا من نفس البقعة التي شيد عليها مشروعه، ما اعتبر تناقضا صارخا بين الترخيص القانوني والتخطيط الحضري المعدل.
كما أن عدد من أعضاء المجلس وصفوا هذه التناقضات بـ”الممارسات التي تخنق مناخ الاستثمار المحلي، وتدفع المستثمرين إما إلى الانسحاب أو خوض معارك قضائية مع الإدارة”، في وقت تعاني فيه المدينة من ندرة المشاريع الاقتصادية وغياب فرص التشغيل.
وبينما تقرر تأجيل الدورة إلى يوم 22 ماي الجاري، تسود حالة من الترقب المشوب بالتوتر داخل أروقة المجلس، وسط مطالب بفتح حوار جاد ومسؤول لتفسير خلفيات التصميم الجديد، وتدارك ما يمكن تداركه قبل تفاقم الأزمة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح الجلسة المقبلة في تهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها؟ أم أن ملف التهيئة سيفتح فصلا جديدا من الصراعات داخل مجلس رأس الماء؟
Sorry Comments are closed