أصيب طفل من أسرة معوزة منحدرة من جماعة بني سيدال الجبل، بمرض مفاجئ لم يتمكن الأطباء المتدربون بمستشفى الحسني بالناظور من إسعافه… وبعد تفاقم حالته وانتقال الميكروب إلى الغدة اللمفاوية محدثاً آلاما شديدة، أُعيد إلى المستشفى، لكن دون أي تدخل علاجي فعلي، سوى إحالة والديه على مستشفى وجدة قصد إجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة.
الأسرة، التي تعيش أوضاعا مادية جد صعبة، اضطرت إلى جمع التكاليف الباهظة المتعلقة بالدواء والتنقل والمكوث بوجدة، وهو ما يزيد من معاناتها.. ويطرح هنا سؤال جوهري: هل يعقل أن يفتقر مستشفى إقليمي كالحسني إلى أطباء أطفال مختصين، فيرغم المرضى على التنقل خارج الإقليم؟
ويأتي هذا في وقت لم يفتح فيه بعد المستشفى الجديد ببني سيدال الجبل، الذي كان من المفترض أن يخفف من الضغط ويقرب الخدمات الصحية من الساكنة.
الواقعة المؤلمة تسائل المسؤولين محليا وجهويا حول واقع المنظومة الصحية بالإقليم، وتدعو إلى حلول عاجلة تضمن العلاج في عين المكان، وتراعي أوضاع الأسر الهشة التي لا تملك القدرة على مواجهة مصاريف التنقل والاستشفاء خارج الناظور.