في إطار ما يعرف بشهر “الفخر” الذي يحتفل به مجتمع الميم عالميا في يونيو، شهدت مدينة مليلية أمس السبت مظاهرة نظمها تجمع “أمليغا”، شارك فيها حوالي 200 شخص بحسب تقديرات الجمعية والشرطة الوطنية، حيث انطلقت المسيرة من حديقة هيرنانديز، مرورا بشارعي الجنرال مارينا ورييس كاتوليكوس، وصولا إلى مدخل قصر البرلمان.
المشاركون رفعوا أعلاما بألوان قوس قزح، إلى جانب لافتة تحمل شعار: “كونك LGBT+ خارج المدن الكبرى”، وسط حضور رسمي مكثف من ممثلي هيئات سياسية وحكومية، من بينهم نائبة وزيرة المساواة والمرأة فدوى عبد الحاج، إلى جانب مسؤولين من حزب العمال الاشتراكي الإسباني وحزب الشعب.
وفي تصريح إعلامي، وصفت عبد الحاج المسيرة بأنها “يوم احتفال ونصرة”، مشيدة بجهود جمعية “أمليغا”، مؤكدة في الآن ذاته على دعم الحكومة المحليّة لهذه الأنشطة مستقبلا، مع وعد بزيادة ميزانيتها.
لكن هذا المشهد، وعلى الرغم من غلافه الاحتفالي، يثير العديد من علامات الاستفهام داخل أوساط الرأي العام، خاصة في مدينة ذات تركيبة سكانية محافظة، فبينما تدفع جهات رسمية باتجاه “تطبيع” مثل هذه الفعاليات بدعوى التعدد والحرية الفردية، يسود صمت اجتماعي عميق يعكس نوعا من الرفض الصامت لما يعتبر خرقا لقيم المجتمع وثوابته الثقافية والدينية.
وإن كان من حق كل جهة أن تعبر عن نفسها، فإن الزج بالمؤسسات الرسمية في دعم هذا التيار المثير للجدل، يطرح كمسألة تستوجب النقاش، لا سيما حين يكون التمويل من المال العام الذي يفترض أن يوجه لما يخدم مصالح المجتمع ككل، لا فئة دون أخرى.
Sorry Comments are closed