كانت في حالة سكر .. البرلمانية لمغور ترى في المنتقدين “جراثيم”

كانت في حالة سكر .. البرلمانية لمغور ترى في المنتقدين “جراثيم”
الريف 2422 شتنبر 2025Last Update : 2 يومين ago

في خرجة إعلامية مثيرة للجدل، أطلقت البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسمين لمغور، وابلا من الأوصاف الحقيرة في حق كل من تجرأ على انتقاد حزبها أو أحد المنتسبين إليه، معتبرة أن من ينتقد “الأحرار” ليس مغربيا حرا، بل مجرد “جرثومة” أو “ميكروب” يتسكع في مزابل مواقع التواصل الاجتماعي.

البرلمانية، التي كان يفترض أن تدافع عن الاختلاف السياسي وترسخ لثقافة الحوار الديمقراطي، اختارت الانزلاق نحو قاموس مليء بالقدح والوصم، في انحطاط أخلاقي خطير يسيء أكثر مما يخدم صورة حزبها.. فبدل تفنيد الحجج بالحجة، لجأت لمغور إلى توزيع شهادات الوطنية و”مسح” المعارضين من خانة الأحرار المغاربة، وكأن الانتماء للوطن صار مرهونا برضا حزب سياسي أو ولاء انتخابي.

خطاب البرلمانية لا يكشف فقط ضيق الأفق السياسي، بل يعكس أيضا عقلية إقصائية ترى في النقد خطرا، وفي المعارض مجرد كائن طفيلي يجب التخلص منه… وهو طرح يعاكس تماما روح الدستور المغربي الذي يضمن حرية التعبير، ويصادر حق المواطنين في محاسبة ممثليهم المنتخبين.

إن وصف المغاربة المنتقدين بـ”الجراثيم” و”الميكروبات” ليس مجرد سقطة لسان، بل فضيحة سياسية تظهر المستوى المتردي لبعض الأصوات داخل البرلمان، ممن يختزلون النقاش العمومي في تبادل الشتائم والاتهامات، وكأنهم في حلبة صراع شخصي لا مؤسسة تشريعية يفترض أن تكون منبرا للنقاش الراقي.

وإذا كان الفنانون والمثقفون أحرارا في الانخراط بأي حزب يشاؤون، فإن المغاربة أيضا أحرار في نقدهم وانتقادهم، دون أن ينزع عنهم شرف المواطنة أو يدفع بهم إلى خانة “المكروبات”.

يبقى السؤال: هل تدرك برلمانية الأحرار أن السياسة ليست مائدة طعام عائلية نختار فيها من يمدحنا فقط، بل فضاء مفتوح للمساءلة والنقد، حتى وإن كان جارحا؟ أم أن الخطاب المهلوس صار هو “المخدر” الذي يسكن وجع حزبها كلما تعرض للانتقاد؟

Short Link
Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

Breaking News