اسباعي يكتب: الناظور … حيث يتحول الهاتف إلى ماكنة تفريخ التفاهة

اسباعي يكتب: الناظور … حيث يتحول الهاتف إلى ماكنة تفريخ التفاهة
الريف 2414 غشت 2025Last Update : شهر واحد ago

في مدينة الناظور، لم يعد “صناعة المحتوى” مجرد موهبة أو رسالة، بل أصبحت مهنة الموسم لكل من اشترى هاتفا بكاميرا محترمة وحفظ جملتين من قاموس الفضائح… اليوم، الإعلانات هي المايسترو، والخوارزميات هي الحكم، والكل يجري وراء “الترند” وكأن الحياة بطولة جري نحو الحضيض.

من كان بالأمس يبيع السردين في الأسواق، اليوم أصبح “إنفلونسر”، ومن كان يصرخ في المقاهي صار “بودكاستر”، وكل ذلك بفضل سحر “الدولار” الذي تدفعه المنصات… المشكلة؟ أن المشاهدات السريعة تأتي غالبا من الفيديوهات التي تثير الغريزة أو الفضول المريض، لا من المحتوى الراقي أو الهادف.

النتيجة في الناظور واضحة: سيل من المقاطع التي لا علاقة لها بالثقافة أو الفائدة، بل أقرب لعرض مستمر من السيرك الشعبي، حيث القفز على القيم أهم من احترامها… وحتى حين يظهر صانع محتوى جاد، يجد نفسه غارقا في بحر من التفاهة المدفوعة الأجر.

الخلاصة: مادامت الإعلانات تدفع أكثر على “الصدمة” و”الفضيحة” و”اللحم الرخيص”، فسنظل نشاهد الناظور تتحول من مدينة المتوسط إلى مدينة “الكلاخ”، حيث كل شيء يباع… حتى الأخلاق.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News