لطالما اعتبر الملك محمد السادس الجالية المغربية المقيمة بالخارج جزءا لا يتجزأ من الوطن، ليس فقط كرافد اقتصادي أو استثماري، بل كحصن متحصن يساهم في حماية مصالح المملكة وصورة المغرب في الخارج.
فالجالية المغربية في أوروبا، على وجه الخصوص، تمثل الجدار الأول الذي يصد أي هجومات خارجية على أرض الوطن أو على سمعته الدولية.
إن العلاقة بين الملك والجالية لا تقتصر على الرسائل الرمزية أو التوجيهات الرسمية، بل تتجسد عمليا في عدة أبعاد دفاعية وسياسية وثقافية، أهمها:
أولا.. الدفاع عن المغرب في مواجهة الحملات المغرضة:
الجالية المغربية تقوم بدور السفير الأول للوطن في أوروبا، حيث تعمل على تصحيح الصورة النمطية عن المغرب والرد على أي حملات إعلامية أو سياسية تهدف إلى تشويه صورته أو المساس بوحدته الترابية.
ثانيا . الضغط السياسي والدبلوماسي غير الرسمي:
عبر التواجد في المجتمع المدني الأوروبي والدوائر السياسية، تسعى الجالية للتأثير على صناع القرار الأوروبيين، لنقل وجهة نظر المغرب والدفاع عن مصالحه الوطنية، بما يعزز موقع المملكة دوليا.
ثالثا.. الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية:
من خلال تعليم أبنائها اللغة العربية والدين الإسلامي المعتدل، تحافظ الجالية على انتماء الأجيال الجديدة لوطنها الأم، وهو ما يعد شكلا من أشكال الدفاع الرمزي عن المغرب وثقافته وهويته خارج الحدود.
رابعا.. مواجهة الحملات الانفصالية والمعادية للوطن:
تنشط الجالية في التصدي لأي محاولات تهدف إلى تقويض وحدة المغرب الترابية، من خلال تنظيم الفعاليات السلمية، نشر المقالات والبيانات، وإبراز المواقف الوطنية في مواجهة التيارات الانفصالية أو المعادية.
خامسا.. شبكات الدعم والمعلومات:
تشكل الجالية مصدرا مهما لمتابعة التطورات في الدول الأوروبية، وتقديم المعلومات التي تساعد المغرب على تقييم المواقف الخارجية واتخاذ القرارات الاستراتيجية لحماية مصالحه الوطنية.
بهذه الأدوار، يرى الملك محمد السادس في الجالية المغربية حصنا متحصنا يحمي الوطن، ويؤكد أن المغرب، رغم بعده الجغرافي، له دائما جدار أول قوي يدافع عن أرضه وسمعته في كل بقاع العالم.
إن العلاقة بين الملك والجالية ليست مجرد رمزية، بل هي شراكة دفاعية استراتيجية تضمن استمرار حضور المغرب في الوعي الدولي وحماية مصالحه الوطنية من أي تهديد خارجي.