مع حلول ساعات المساء، تتحول محطة الطاكسيات في الناظور إلى سوق سوداء مكشوفة. فالسائقون لا يختفون حقيقةً، بل يبتعدون قليلاً عن المحطة، مترصّدين الركاب الذين يجدون أنفسهم مضطرين للرضوخ لأسعار خيالية، وكأنهم “فرائس” في انتظار من يقبل بالابتزاز.
الرحلة نحو العروي قفزت من 13 درهماً إلى 20 درهماً، أما نحو سلوان فقد ارتفعت من 7 دراهم إلى 10. زيادات تُفرض في وضح النهار دون أي خجل أو رادع، وبمباركة “الكورتي” الذي ينظم هذه الفوضى ويديرها كأنها تجارة مشروعة، بينما المواطن البسيط هو من يدفع الثمن.
الوضع لم يعد مجرد تجاوز عابر، بل أصبح ابتزازاً علنياً يسيء إلى صورة النقل العمومي بالمدينة، ويطرح أسئلة جوهرية: أين المراقبة؟ أين تدخل السلطات؟ وكيف تحولت خدمة أساسية يفترض أن تضمن كرامة المواطن وتنقله بسعر عادل، إلى وسيلة للإثراء غير المشروع على حساب الطلبة والعمال؟
اليوم، ترتفع أصوات الساكنة مطالبةً السيد العامل بالتدخل العاجل لإيقاف هذا العبث. فالمطلوب ليس حلولاً مؤقتة، بل إجراءات صارمة تعيد الانضباط وتعيد الثقة للمواطن. فإلى متى سيظل المواطن الحلقة الأضعف أمام هذا “السطو المنظم” على جيوبه؟
Sorry Comments are closed