يخلد المغاربة كل عام ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الاستقلال، محطتين بارزتين في تاريخ الوطن، تجسدان روح التضحية والوحدة التي جمعت العرش بالشعب في معركة التحرر وبناء الدولة… وتمثل هذه المناسبات الوطنية فرصة لاستحضار مسار النضال من أجل الحرية والسيادة، وصولًا إلى استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن الأم.
لقد خاض المغاربة معارك بطولية ضد الاستعمار، وتوجوا كفاحهم بملحمة المسيرة الخضراء التي جسدت أسمى معاني الإيمان بالوطن ووحدته… وفي رمال الصحراء المغربية، ارتوت الأرض بدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن السيادة الوطنية تحت راية العرش العلوي المجيد.
ويكتسي الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية بعدا خاصا حين يقترن بتكريم شهداء الصحراء المغربية، وفاءً لتضحياتهم ورسالة للأجيال بأن الوطن لا ينسى أبناءه… فحقوق أسر الشهداء في السكن والتشغيل والعلاج والامتيازات الإدارية استحقاق وطني لا منّة فيه، بل واجب يترجم الاعتراف بتضحياتهم.
إن تخليد هذه الأعياد ليس مجرد احتفال بالذاكرة الوطنية، بل تأكيد على أن دماء الشهداء ستظل منارة للأجيال، وأن الوفاء لذكراهم جزء لا يتجزأ من قيم التضحية والوحدة التي صنعت أمجاد المغرب.
Sorry Comments are closed