اسباعي يكتب: لا خوف على الوطن من الفساد

اسباعي يكتب: لا خوف على الوطن من الفساد
الريف 2413 غشت 2025Last Update : شهر واحد ago

في صباح يوم مشمس، جلست على كرسي مريح في مكتب متواضع، أهم بكتابة مقالا بعنوان: “لا خوف على الوطن من الفساد”… وكانت يدي تهتز قليلا من فرط الحماسة، لكن قلبي كان مطمئنا: فالفاسدون موجودون، نعم، لكنهم ليسوا وحدهم… هناك من يصفق لهم، ومن يبرر لهم، ومن يجعلهم يشعرون وكأنهم أبطال خارقون، لا مجرد لصوص بعثوا الفوضى والخراب.

فكما يبدو، فقد اكتشف سر الخلود السياسي: الفساد لا يموت طالما هناك جمهور يصفق لكل عملية سطو، وكل رشوة صغيرة، وكل صفقة مشبوهة… الفاسد يسرق المال، لكن المصفق يسرق الوعي، يبيع الحس النقدي، ويزرع فكرة أن السرقة ذكاء وأن الانتهازية وطنية.

تخيل معي الفاسد: يدخل بيت الدولة مثل لص محترف، يملأ جيوبه بالذهب، يترك وراءه خرابا ماليا وإداريا، ثم يغادر… كل شيء ممكن تعويضه أو إعادة بنائه… الآن تخيل المصفق: جالس على الأريكة، يشجع اللص، يفتح له الباب، يبتسم ويقول: “الله يعاونك يا بطل، البيت كله بيتك!” فجأة يصبح الفساد ليس مجرد جريمة، بل موضة، وأسلوب حياة، وسبب للاعتزاز.

في الواقع، المصفقون أشد خطورة… فالفاسد قد يسجن، يفرض عليه غرامة، أو يطرد من منصبه، لكن المصفقين؟ لا قانون يلمسهم، لا أحد يحاسبهم، لا أحد يرفع عنهم القبعة… هم القوة الخفية التي تمنح الفساد شرعية اجتماعية، تجعل الدولة مترددة، وتجعل المواطن يتساءل: هل أنا الوحيد الذي أرفض؟

اسباعي يختتم مقاله بابتسامة ساخرة: لا خوف على الوطن من الفساد، طالما هناك جمهور يصفق، وتفسير لكل سرقة، وتبرير لكل رشوة، وحس فكاهي يحول كل كارثة إلى مسرحية كوميدية… الوطن بخير، طالما أن المفسدين والمصفقين يتعاونون بتناغم مذهل.

فهل هذه الحقيقة أم مزحة؟ ربما الاثنين معا… لكن المؤكد أن الجمهور المصفق هو من يجعل المزحة مؤلمة، والفكرة خطيرة، والمستقبل… قابل للسرقة مرة أخرى.

دمنا ودمتم، ودام التصفيق في قلوبكم…

Short Link
Comments تعليق واحد

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
  • محمد
    محمد شهر واحد ago

    أقسم بالله العظيم بأنك لست من كتبت المقال لأن مستواك العلمي ضعيف جداً، وصفحتك بالفايسبوك تأكد ذلك جملة مفيدة لا تستطيع كتابتها .. قاليك صحافي هههه طز عليك وعلى أمثالك يا تلميذ كواليس الريف

Breaking News