تعرّض طفل فقير يرعى الغنم بدوار “تركانت” التابع لجماعة أقا إيغان بإقليم طاطا، للدغة أفعى قرناء شديدة السمية، بينما كان في الخلاء، ليبقى ممددًا على الأرض في وضع صحي خطير، دون أن يجد من ينقله بسرعة إلى المركز الصحي المحلي. وبعد مدة من الانتظار، صادف مروره مواطن بدراجة نارية، سارع بنقله لمسافة تقارب 11 كلم نحو مركز الجماعة.
لكن المفاجأة كانت صادمة، حيث قوبل الطفل ومرافقه برفض رئيس الجماعة تقديم أي مساعدة حقيقية، بدعوى أن سيارة الإسعاف معطلة منذ أكثر من شهرين. كما رفض تخصيص سيارة الجماعة لنقله، واقترح بدلًا من ذلك البحث عن سيارة أجرة، ما أثار استياء شديدًا في أوساط الساكنة، التي اعتبرت تصرف المسؤول “تخليًا عن الواجب الإنساني قبل الإداري”.
بعد تأخر دام أكثر من ساعة، تدخلت سيارة إسعاف تابعة لإحدى الجمعيات ونقلت الطفل إلى المستشفى الإقليمي بطاطا، حيث فوجئ الطاقم الطبي بعدم توفر المصل المضاد للسم، ليتم نقله مرة أخرى نحو المستشفى الجهوي بأكادير. وخلال الرحلة، تدهورت حالته الصحية، ليفقد الوعي ويُنقل مباشرة إلى قسم العناية المركزة.
هذه الواقعة المؤلمة أعادت إلى الواجهة واقع الهشاشة الصحية في المناطق القروية، وسوء تدبير الموارد العمومية من طرف بعض المنتخبين، كما خلّفت موجة غضب واستنكار، وسط مطالب بمحاسبة رئيس الجماعة الذي لم يتعامل مع الطفل كواحد من أبناء منطقته، بل تركه وحيدًا يصارع الموت دون أدنى حس بالمسؤولية أو الرحمة
Sorry Comments are closed