رغم مرور عقود على الحديث عن العدالة المجالية وفك العزلة عن المناطق المهمشة، لا يزال حي الفتح بمدينة سيدي يحيى الغرب، اقليم سيدي سليمان، يعيش في ظل واقع مزر يختزل ملامح التهميش وغياب البنيات التحتية الأساسية، في مشهد يعكس خللا تنمويا صارخا، وتقصيرا واضحا من الجهات المسؤولة.
الصورة التي توصل بها الموقع اليوم الجمعة، تظهر تراكما مقلقا للأزبال تحت الأشجار في قلب الحي، وسط غياب شبه تام لخدمات النظافة والتدبير الحضري، وما خفي كان أعظم: لا مسابح، لا ملاعب قرب، لا إنارة عمومية، لا ماء صالح للشرب في بعض الأزقة، لا طرق صالحة، ولا حتى مركز صحي يُلبي الحد الأدنى من كرامة المواطن.
هذا الوضع يطرح سؤالا جوهريا: هل ما تزال سيدي يحيى الغرب تتبع ترابيا لإقليم سيدي سليمان، أم أنها خارجة عن الاهتمام الرسمي؟
السكان المحليون عبروا عن سخطهم من هذا الإهمال المتواصل، مؤكدين أن المدينة “نالت” من الحكومة الحالية وعودا أكثر من الإنجازات، في مقارنة ساخرة أطلقها أحدهم بقوله: “نستحق حكومة وطنية، مشي غير حكومة مونديال”.
ويطالب المواطنون بفتح تحقيق عاجل في أسباب هذا التهميش، وتسريع وثيرة المشاريع التنموية بالمدينة، وخصوصا بحي الفتح، الذي يبدو أنه يؤدي ضريبة موقعه الجغرافي وتجاهل المسؤولين.
ويبقى السؤال مطروحا: إلى متى سيستمر هذا الصمت الرسمي تجاه مطالب ساكنة سيدي يحيى الغرب؟ وهل من التفاتة تنموية حقيقية تعيد الاعتبار لهذا الحي وتضع حدا لمعاناة ساكنته؟
Sorry Comments are closed