رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور للحد من ظاهرة السمسرة داخل أسواره، والتي تمثلت في إصدار مذكرة داخلية وقعتها مديرة المستشفى السيدة نادية البوطي، تنص على منع أي شخص من التواجد أو التحرك داخل المستشفى دون صفة قانونية واضحة، إلا أن الواقع لا يزال يشير إلى اختراقات مثيرة للقلق.
فقد رصد موقع “الريف 24” تحركات مشبوهة لشخص يدعى “مصطفى تلاندي”، يزعم كونه صحفيا، ويمارس أنشطة تثير الريبة داخل المستشفى، خاصة بقسم المستعجلات، فمصادر من داخل المؤسسة الصحية أكدت للموقع أن المعني بالأمر يستغل بطاقة اعتماد غير واضحة المعالم للدخول بحرية إلى المرفق الطبي، حيث يقوم بجمع معلومات من داخل القسم الحساس، ويقوم بتسريبها إلى أحد المواقع الإلكترونية المحلية.
الأخطر من ذلك، وفق نفس المصدر، أن مصطفى على علاقة وثيقة بأحد الممرضين الرئيسيين بقسم المستعجلات، وهي العلاقة التي يستغلها للوساطة لفائدة مقربين منه في قضايا يشتبه في ارتباطها بالسمسرة الصحية.
هذه التطورات تطرح تساؤلات حقيقية حول نجاعة التدابير الإدارية المعتمدة في حماية المؤسسات الصحية من التسللات غير المشروعة، وتؤكد على الحاجة إلى تعزيز المراقبة الأمنية داخل المرافق الحيوية، خاصة في ظل ما بات يعرف بـ”السمسرة المقنعة” تحت عباءة الإعلام أو العلاقات الشخصية.
ويبقى السؤال مفتوحا: من يحمي المرضى وحقوقهم في وجه من يجعل من المستشفيات ساحات نفوذ شخصية؟ وهل تتدخل الجهات الوصية لوضع حد لهذه الممارسات الخطيرة التي تمس بصورة قطاع الصحة العمومية في الإقليم؟
Sorry Comments are closed