بعد تسجيل ظهور بعوضة النمر الآسيوي في مدينة مليلية قادمة من إيطاليا داخل شحنة من الإطارات المستعملة، تتزايد المخاوف من احتمال وصول هذه الحشرة الخطيرة إلى الناظور، خاصة في ظل الوضع البيئي المتدهور الذي تعيشه المدينة، نتيجة تراكم الأزبال، وانتشار النفايات، وفوضى تسيير القطاع البيئي.
بعوضة النمر، المعروفة بلونها الأسود وخطوطها البيضاء المميزة، ليست مجرد حشرة مزعجة، بل تشكل تهديدا صحيا حقيقيا، إذ تعتبر ناقلا محتملا لأمراض حمى الضنك، زيكا، وشيكونغونيا، وهي أمراض يمكن أن تنتشر بسرعة إذا وجدت حالات إصابة بشرية.
وبحسب خبراء بيئيين في إسبانيا، فإن هذه البعوضة تجد بيئة مثالية للتكاثر في الإطارات المهجورة، المياه الراكدة، ومخلفات الأجهزة المنزلية، وهي كلها مظاهر باتت مألوفة في عدد من أحياء الناظور، مما يجعل المدينة مرشحة بقوة لاحتضان هذه الحشرة الغازية في حال لم يتم التدخل بشكل فوري.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن الوضع الحالي للناظور، من تراكم الأزبال في الشوارع والأحياء، وغياب الصيانة الدورية لشبكات الصرف، وترك المساحات دون عناية، يشكل دعوة مفتوحة لهذه الحشرة للاستقرار والتكاثر، مما قد يحول الناظور إلى بؤرة جديدة لانتشار بعوضة النمر، تماما كما حدث في مليلية.
في هذا السياق، تدعى السلطات المحلية والجهات المسؤولة عن القطاع البيئي إلى التحرك العاجل، واتخاذ إجراءات استباقية ملموسة، بدءا من تنظيم حملات تنظيف واسعة، مرورا بجمع الإطارات المهجورة، ومعالجة مصادر المياه الراكدة، ووصولا إلى إطلاق حملات توعية موجهة للمواطنين حول طرق الوقاية.
سلامة ساكنة الناظور اليوم تعتمد على وعي جماعي واستجابة رسمية سريعة… فبعوضة النمر ليست مشكلة صغيرة أو عابرة، بل ناقوس خطر صحي وبيئي لا يجب تجاهله، خاصة في ظل مناخ صيفي يساعد على انتشارها السريع، وتحركات بشرية مستمرة بين مليلية والناظور.
Sorry Comments are closed