لبنى بوطالب … في محكمة الرأي العام 

لبنى بوطالب … في محكمة الرأي العام 
الريف 2426 ماي 2025Last Update : 4 شهور ago

في الناظور، حيث يمتزج الجمال الطبيعي لبحيرة مارتشيكا بالخيبة اليومية، حيث لا يزال الأمل معلقا على جدران وكالة تهيئة هذا المشروع الملكي الكبير، فالأمل الذي لم تفلح السيدة لبنى بوطالب في إعادة بثه، رغم الضجيج الإعلامي الذي رافق تعيينها.

تسلمت المديرة العامة مفاتيح وكالة مارتشيكا في لحظة كانت فيها المؤسسة على حافة الإفلاس الأخلاقي والمؤسساتي، بعدما أغرقتها سنوات من العبث، وسوء التدبير، والمشاريع “الكرتونية” التي لم تغادر ملفات PowerPoint… وانتظر الجميع، ولو بارقة تغيير، فإذا بالمشهد يزداد رمادية.

السيدة بوطالب، القادمة من تجربة “الترامواي”، اختارت السير على القضبان ذاتها، نمطية في التدبير، بيروقراطية في التواصل، وعجز صارخ عن كسر الجدار السميك للمصالح المتشابكة… لا رؤية استراتيجية واضحة، لا تدبير للملفات العالقة، ولا قدرة على إعادة ثقة الساكنة في مؤسسة يفترض أن تكون قاطرة للتنمية.

الأدهى من ذلك، أن المديرة بدت كمن يسير داخل الوكالة “بمحفظة موظف”، لا بعقلية إصلاحية قيادية… فهل يعقل أن تمر أشهر على تعيينها دون محاسبة المسؤولين عن المشاريع المتعثرة؟ دون فتح تحقيق داخلي شفاف؟ دون توضيح للرأي العام عن أسباب فشل أطاليون، وركود الاستثمار، وتبخر الشعارات؟

إن الفساد الذي نخر الوكالة لسنوات، لم يستأصل، بل ربما وجد غطاء ناعما جديدا، حيث لا شيء تغير سوى اللغة… من عنجهية المدير السابق إلى تردد المديرة الحالية، والنتيجة واحدة، مارتشيكا لا تزال رهينة حسابات ضيقة، وعقليات تقتل كل أفق.

في الحقيقة، لا نحمل لبنى بوطالب كل المأساة، لكننا نحاسبها على ما لم تفعله وهي تملك صلاحيات واسعة… نحاسبها لأنها دخلت إلى مؤسسة منهكة، ثم جلست على الكرسي تنتظر “الملفات أن تتحرك من تلقاء نفسها”. نحاسبها لأنها لم تكن بالحزم اللازم، ولا بالجرأة المطلوبة، ولا حتى بالفعالية المنتظرة.

لقد أهدرت لبنى بوطالب فرصة ذهبية لتصنع الفرق… لكنها، وبكل أسف، اختارت أن تكون مجرد “مديرة صامتة” في إدارة صاخبة بالاختلالات… وبينما كانت البحيرة تنتظر من ينقذها من الغرق، اختارت المديرة أن تسبح في مياه دافئة من المجاملات الإدارية.

والآن، بعد مرور شهور وشهور على تعيينها، نقولها بصوت مرتفع.. لم تفلح المديرة في إخراج الوكالة من التخبط، ولا في مواجهة الفساد، ولا في زرع الأمل مجددا… فإن لم تكن قادرة على التغيير، فالأجدر أن تفسح الطريق لمن يملك الشجاعة على الأقل لفتح النوافذ المغلقة.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News