في عرض مسرحي سياسي جديد، عادت البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسمين لمغور، لتقدم درسا في “فن الهروب من الواقع”، حيث اختارت مهاجمة حزب العدالة والتنمية وزعيمه السابق عبد الإله بنكيران، بدل التطرق إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية التي دفعت الشباب المغربي إلى النزول إلى الشارع منذ ما يقارب الأسبوع.
لمغور، التي يمكن وصفها بلا تحفظ بـ”ابنة أخنوش بالتبني”، فضلت الدفاع عن وزير الصحة وحماية صورة الحكومة على معالجة الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون. وكأن الانفلات الأمني، وضغوط الحياة اليومية، وغياب فرص العمل، لم تكن مهمة تستدعي حديثها البرلماني، بينما كان الهجوم على خصوم الحكومة أكثر جاذبية وراحة لها.
خطابها يكاد يكون نسخة طبق الأصل من “تغطية الشمس بالغربال”: كلمات كبيرة، هجمات سياسية، وألوان من الدفاع عن الحكومة، لكنها كلها بلا فائدة للشارع المغربي الذي يطالب بحلول واقعية، لا بمسرحيات سياسية للتهرب من الواقع.
الأخطر أن هذا الأسلوب ليس مجرد سقطة برلمانية، بل يعكس منطق عمل حزب التجمع الوطني للأحرار وحلفائه – حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال – الذي دفع المغاربة إلى احتجاجات غير مسبوقة، حيث لم يعد الجمهور يقبل الخطابات الدعائية، ولا الشتائم، ولا محاولات تحويل النقاش إلى صراع شخصي مع خصوم الحكومة.
في النهاية، رسالة الشباب واضحة: المغرب ليس مسرحا لابنة أخنوش بالتبني، ولا للخطابات الهجومية الفارغة، بل هو ساحة للحلول الواقعية، والمساءلة، والحوار، وليس للشعارات الزائفة والدفاع عن سياسات فاشلة.