عاد ملف جمال الجبرية إلى الواجهة في ظروف يلفها الغموض، بعدما جرى تحريك المسطرة القضائية من جديد بناءً على شكايات مجهولة، يقول مقربون إنها لم تكن سوى وسيلة لتصفية حسابات شخصية بين أطراف متشابكة.. القصة، كما يرويها من عايشوا تفاصيلها، تكشف كيف يمكن أن يتحول ملف قضائي إلى أداة للضغط والابتزاز، بعيدا عن جوهر العدالة.
فأحد المتابعين في الملف المسمى محمد امين الصوفي وجد نفسه، بعد تورطه في علاقة مع محمد الورياشي، غارقا في دوامة لا تنتهي.. البداية كانت بمحاولة دعم الصوفي للورياشي عبر تقديم مساعدات مادية وعينية، في إطار حسابات ضيقة ضد خصوم بعينهم… لكن سرعان ما انقلبت الأدوار، وأصبح الداعم هو من يعيش تحت الضغط بعدما تحولت تلك العلاقة إلى وسيلة استغلال متواصلة.
مصادر مقربة تؤكد أن الورياشي المستفيد الوحيد من الوضع قام بجمع معطيات ووثائق مرتبطة بأشخاص آخرين، واستعملها في عملية ضغط وابتزاز، تحت غطاء شكايات مجهولة قدمت للنيابة العامة، في ملف جمال الجبرية… هذه الخطوة أعادت الملف إلى الواجهة، لكنها في العمق لم تخدم سوى مصالح شخصية بعيدة عن العدالة.
بهذا، لم يعد ملف جمال الجبرية مجرد قضية أمام القضاء، بل صار ورقة يستعملها البعض كأداة للمساومة وإرباك الخصوم… بين شهادات مقربين ومعطيات متسربة، يتضح أن الحقيقة غابت وسط لعبة معقدة قوامها المصالح والابتزاز، فيما تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: هل أريد للملف أن يكشف حقيقة ما، أم أنه مجرد ستار لتصفية حسابات لا علاقة لها بجوهر القضية؟