لم تجد البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسمين لمغور، ما تقدمه للرأي العام سوى المزيد من الشتائم والأوصاف القدحية في حق المغاربة الذين انتقدوا حزبها ورئيسه عزيز أخنوش.
فبعد أن وصفتهم سابقا بـ”الجراثيم” و”الميكروبات”، عادت هذه المرة بما سمته “اعتذارا”، لكنه في الحقيقة لم يكن سوى نسخة جديدة من خطاب الاستعلاء والتخوين.
في تدوينتها الأخيرة، التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت لمغور أنها “تعتذر للذباب والجراثيم الذين يقتاتون من مزابل الفيسبوك”، معتبرة أن كلماتها “فضحت هشاشة منتقديها”، وأنها ستواصل مواجهتهم بـ”فليطوكس”، في إشارة ساخرة توحي بأنها ترى نفسها في معركة تطهير بيولوجية ضد المغاربة المنتقدين.
خطاب البرلمانية يطرح أكثر من سؤال حول مستوى الوعي السياسي داخل حزب الأحرار:
كيف يمكن لممثلة أمة أن تختزل جزءًا من المواطنين في “ذباب” و”قمامات”؟
بأي منطق تتحول حرية النقد، التي يكفلها الدستور، إلى “أحقاد وسموم” في نظرها؟
وهل وظيفة البرلماني الدفاع عن كرامة الشعب أم صب المزيد من الزيت على نار الغضب الشعبي؟
الأخطر في الأمر أن لمغور لا تكتفي بتبرير هجومها، بل تلبسه لباس “الاعتذار”، وكأنها تمارس نوعا من الاستفزاز الممنهج الذي لا يزيد إلا في تعميق الهوة بين المواطنين وحزب الأحرار.
إن عودة البرلمانية إلى هذا الأسلوب الهجومي يكشف بجلاء أن حزب التجمع الوطني للأحرار اختار أن يواجه الانتقاد الشعبي ليس بالبرامج أو بالإنجازات، بل بتجنيد “أبناء أخنوش بالتبني” للهجوم على المغاربة، ونعتهم بما يليق أو لا يليق.
لكن الحقيقة التي تحاول لمغور القفز عليها أن المغاربة لن يُسكتهم “فليطوكس”، ولن تخيفهم لغة الاستعلاء… فما يطالبون به اليوم هو حلول واقعية لمشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية، لا خطابات ملغومة بالشماتة والسخرية.