في الساعات الأولى من صباح اليوم، نشرت البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسمين لمغور، تدوينة على حسابها بموقع “فيسبوك” أثارت الكثير من الجدل… فقد وصفت رئيس الحكومة عزيز أخنوش بأنه “أسقط العدميين والمشوشين في مقتل، بالأرقام والواقع والإنجازات، وجرّدهم من الأكاذيب والإشاعات”.
اللافت في التدوينة أنها صيغت بلغة أقرب إلى خطاب دعائي تعبوي منه إلى قراءة سياسية متزنة، وهو ما جعلها تشبه بمشهد من فيلم هندي، حيث ينتصر البطل على خصومه دفعة واحدة، في عالم مواز لا يشبه ما يعيشه المواطن المغربي يوميا.
فبينما تتحدث النائبة عن “إنجازات كبرى”، يعيش المواطن البسيط واقعا مغايرا تماما:
الأسعار المرتفعة: القفة تلتهم جزءا كبيرا من الأجور، والقدرة الشرائية في تراجع مستمر.
البطالة: ما تزال معدلات البطالة، خاصة وسط الشباب، مرتفعة، وهو ما يجعل وعود التشغيل بعيدة عن التحقيق.
الخدمات الأساسية: الصحة والتعليم ما زالا يواجهان اختلالات عميقة، رغم الإصلاحات المعلنة والتصريحات الرسمية المتفائلة.
هذا التناقض الواضح بين الخطاب السياسي والواقع المعيشي يضع المواطن أمام مشهد سوريالي، حيث يقرأ عن “إنجازات بالأرقام” في الوقت الذي يبحث فيه عن ثمن قنينة غاز أو عن دواء مفقود.
التدوينة، التي وصفت من طرف بعض المتابعين بأنها مجرد “لحسة كابة” سياسية، جاءت في توقيت حساس مع بداية الدخول السياسي الجديد، لتؤكد أن لغة بعض البرلمانيين لا تزال أسيرة منطق الدعاية الحزبية أكثر مما هي موجهة للتواصل مع المواطنين ومعايشة همومهم الحقيقية.
إذا كان المشهد عند البرلمانية ياسمين لمغور يبدو “فيلما هنديا” منتصرا، فإن واقع المغاربة اليومي أقرب إلى مأساة طويلة الأمد.. وبينما يعيش المواطن ضغوط الغلاء والبطالة وضعف الخدمات، يظل الخطاب الرسمي يتحدث عن أرقام ومنجزات لا يلمسها إلا أصحاب الامتيازات.