اسباعي يكتب: جابر الغديوي … بيذق الكبرنات الذي يحاول تحريف التاريخ

اسباعي يكتب: جابر الغديوي … بيذق الكبرنات الذي يحاول تحريف التاريخ
الريف 2425 غشت 2025Last Update : شهر واحد ago

يشهد تاريخ الريف المغربي مطلع القرن العشرين صفحات بطولية خالدة لكنه يحمل في طياته ايضا جراحا عميقة ومفارقات مؤلمة… ففي سنة 1909 اشعل الشهيد محمد الشريف امزيان شرارة المقاومة المسلحة الاولى ضد الاحتلال الاسباني، لتكون قبيلة القلعية في طليعة المواجهة بينما واجهت القوات الاسبانية المدججة بالسلاح بصدور ابناءها العارية في معارك شرسة ابرزها معركة “إغزار وشن”.

ورغم شجاعة امزيان ورجال القلعية وجدت القبيلة نفسها وحيدة تقريبا في المعارك اذ لم تلتحق اغلب القبائل الريفية بالانتفاضة بالشكل المطلوب… ففي تلك المرحلة المبكرة، فبعض القبائل اختارت الحياد واخرى فضلت تجنب الاصطدام المباشر مع الاسبان ما جعل كفة المعركة تميل لصالح المحتل لتنتهي الانتفاضة باستشهاد امزيان سنة 1912.

بعد اقل من عقد وتحديدا سنة 1920 قاد المجاهد عبد الكريم الخطابي ومن ثم استلم المشعل ابنه محمد الخطابي الثورة الريفية الكبرى ضد الاسبان والفرنسيين هذه المرة كان المشهد مختلفا تماما.

نجح الخطابي الاب والابن في توحيد معظم قبائل الريف تحت قيادة واحدة.. حيث التحمت قبيلة القلعية مع بقية القبائل الريفية لتشارك بقوة في معركة انوال التي شكلت انتصارا تاريخيا واعادت للريف هيبته امام القوى الاستعمارية.. حيث برز دور القلعية ليس فقط في القتال بل ايضا في الدعم اللوجستي وخطوط الامداد ما جعلها عنصرا اساسيا في نجاح الثورة.

رغم هذه التضحيات يرى باحثون ومؤرخون ان هناك تقصيرا واضحا في ابراز دور قبيلة القلعية في الذاكرة التاريخية الريفية والوطنية، انتفاضة امزيان غالبا ما يتم تجاهلها في المناهج الدراسية والاعلام الرسمي يتم التركيز على ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي بينما تبقى انتفاضة القلعية حاضرة فقط في الذاكرة المحلية.. فبعض الخطابات التاريخية حاولت احتكار البطولة لصالح مناطق معينة، وفي مقدمتها ما يفعله اليوم جابر الغديوي (بيذق الكبرنات) المعروف بمحاولاته تحريف التاريخ وابقاء ابناء المنطقة القلعية خارج السردية الوطنية، متوهما انه قادر على اعادة تعريف التاريخ بما يوافق مصالحه وهو ما يعتبره الكثيرون اخذا للعزة بالاثم.

هذه المفارقة التاريخية تطرح تساؤلات مهمة لماذا تركت القلعية وحدها سنة 1909، بينما تلاحمت القبائل نفسها خلف الخطابي سنة 1920، العديد من المؤرخين يرجعون ذلك الى اختلاف الظروف في زمن امزيان كان الريف يعيش انقساما قبليا وغياب قيادة مركزية، مما اضعف الانتفاضة اما في زمن الخطابي فقد ساعدت الكاريزما القيادية ووضوح الرؤية على جمع الصفوف وهو ما منح الثورة زخم اكبر ونهاية مختلفة.

تبقى قبيلة القلعية احد اعمدة المقاومة الريفية سواء في انتفاضة امزيان او في ثورة الخطابي ورغم محاولات تهميش دورها في بعض السرديات التاريخية، فان صفحات الريف المضيئة تشهد بان القلعية لم تتأخر يوما عن الدفاع عن الارض والكرامة، سواء عندما واجهت الاسبان وحدها في 1909، او عندما التحمت مع اخوتها الريفيين في 1920، آن الاوان لاعادة الاعتبار لانتفاضة امزيان ولتضحيات القلعية ووضعها في مكانها المستحق ضمن الذاكرة الوطنية والريفية حتى يبقى التاريخ مكتملا وصحيحا للاجيال القادمة.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News