في سابقة خطيرة، تفجرت بجماعة بني انصار التابعة لإقليم الناظور فضيحة أخلاقية وإدارية خطيرة، بعد أن أفادت مصادر متطابقة بأن عددا من عمال الإنعاش الوطني، من ضمنهم نساء مسنات وأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، تعرضوا لضغوطات مباشرة وغير مباشرة من طرف مسؤول ترابي تابع لباشوية المدينة، لإجبارهم على التوجه للتبرع بالدم دون موافقتهم، وذلك بمحيط المعرض الجهوي “الناظور المستدام”.
وحسب المصادر ذاتها، فإن العمال أُرغموا على الامتثال لهذه التعليمات تحت تهديد مبطن يتعلق بوضعيتهم المهنية الهشة، وهو ما اعتبره حقوقيون انتهاكا صارخا للكرامة الإنسانية وخرقا صريحا للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية، التي تشدد على أن التبرع بالدم يجب أن يكون طوعيا بالكامل، ويمنع إخضاع أي شخص لأي إجراء طبي بالإكراه.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تنظيم المعرض الجهوي للاستثمار والتنمية المستدامة المنظم بشراكة مع مؤسسات عمومية وخاصة، حيث تحدثت تسريبات سابقة عن وجود محاولات متكررة لـ”إنجاح المعرض بأي وسيلة”، حتى وإن كانت على حساب حقوق فئات هشة، ما دفع عامل إقليم الناظور إلى عدم حضور الافتتاح، في خطوة فسرها مراقبون بأنها رسالة احتجاج غير مباشرة على هذه التجاوزات.
وأمام هذا الوضع، توجهت أصوات حقوقية ومدنية بنداء عاجل إلى عامل إقليم الناظور لفتح تحقيق مستقل ونزيه في النازلة، وترتيب المسؤوليات، واتخاذ المتعين قانونا في حق كل من ثبت تورطه في هذه الفضيحة، التي اعتبرت طعنة في صميم القيم الحقوقية، وسابقة خطيرة لا تليق بصورة المملكة ولا بمؤسساتها.
Sorry Comments are closed