محمد بنتميمونت … في محكمة الرأي العام 

محمد بنتميمونت … في محكمة الرأي العام 
الريف 242 يونيو 2025Last Update : 4 شهور ago

في زمن تاهت فيه القيم، وغلبت فيه المصالح الذاتية على روح المبادرة والمسؤولية، يبرز اسم محمد بنتميمونت كرجل نادر في حضوره وسلوكه، يجمع بين الإخلاص الوظيفي والتفاني في العمل الجمعوي، دون أن يصاحب ذلك ضجيج أو بحث عن الأضواء.

بصفته موظفا بالمحكمة الابتدائية بالناظور، يشهد له المرتفقون قبل زملائه في الإدارة والقضاء، بحسن الخلق، والاحترافية العالية، وروح الخدمة الصادقة… ابتسامته الحاضرة دائما، وطريقته السلسة في التعامل، جعلته محل احترام وتقدير من الجميع، كبارا وصغارا، نساء ورجالا… لم يكن يوما موظفا نمطيا ينتظر نهاية الدوام، بل كان دوما حاضرا بروح العطاء، يسابق الزمن لخدمة الناس، ويثبت أن العمل الإداري يمكن أن يكون وجها آخر من وجوه الكرامة والإنسانية.

لكن الوجه الآخر لهذا الرجل يكشف عن روح اجتماعية نادرة… فبصفته رئيسا لجمعية “الأفق للمرأة والطفل” بجماعة بني بويفرور بإقليم الناظور، استطاع بمعية طاقم الجمعية، أن يحدث فرقا حقيقيا في حياة العديد من النساء والأطفال… فمن برامج لمحو الأمية، إلى دورات للتكوين والتمكين المهني، وصولا إلى إرساء أسس التعليم الأولي، لم يكن نشاط الجمعية مجرد مناسبات موسمية، بل عمل متواصل ينبع من قناعة راسخة بأن المجتمع لا يبنى إلا من القاعدة.

محمد بنتميمونت لا يرى في العمل الجمعوي مجالا للارتزاق أو التباهي، بل يعتبره رسالة نبيلة تتطلب التضحية ونكران الذات، وهو ما جسده حرفيا في ممارسته اليومية… لم يقم جدارا بين وظيفته الرسمية وانشغالاته الاجتماعية، بل جعل من الاثنين رافعتين متكاملتين لخدمة الصالح العام.

في بيئة بات ينظر فيها إلى العمل الجمعوي – أحيانا – بعين الشك بسبب بعض الممارسات الانتهازية، يشكل بنتميمونت نموذجا يعيد الثقة في هذا المجال، ويؤكد أن الجمعيات ما زالت قادرة على لعب دور تنموي حقيقي حين تتوفر الإرادة، وتنعدم الحسابات الضيقة.

ولعل من مظاهر التقدير الحقيقية لهذا الرجل، أن احترامه لم يأت من منصب أو سلطة، بل من بساطة تعامله، وصدق نواياه، واستمرارية عطائه… هو من أولئك الأشخاص الذين يثبتون لنا أن الاحترام يكتسب، لا يفرض، وأن القيمة الحقيقية لأي موقع، هي بما يقدمه لمن حوله من خير.

إن تكريم أمثال محمد بنتميمونت لا يكون فقط بمنح الأوسمة أو تنظيم الحفلات، بل بإبراز تجربتهم، وتعميم نماذجهم، وجعلهم قدوة في زمن قل فيه القدوة.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News