في حلقة جديدة من حلقات العبث الإداري التي تفرغ المناصب من معناها، أفادت مصادر مطلعة لـ”الريف 24″ أن المدير الإقليمي المؤقت السابق للتعليم بالناظور، صلاح العبوضي، لم يكتف بما راكمه من نفوذ خلال فترة توليه المسؤولية، بل حاول تسخيره بشكل مباشر لخدمة أجندة شخصية، وتحديدا لتأمين منصب لأحد أبنائه داخل كلية متعددة التخصصات بالناظور.
المصادر ذاتها كشفت أن العبوضي لجأ إلى وساطات خاصة لتعبيد الطريق أمام ابنه، حيث تم إدخاله إلى الكلية في إطار “تعيين مؤقت”، في انتظار نقله لاحقا إلى إحدى المؤسسات التعليمية أو حتى إلى داخل أسوار المديرية الإقليمية للتعليم، كل ذلك تم – حسب المصادر – بتسهيلات من عميد الكلية، الذي تربطه علاقة صداقة قديمة بالعبوضي، فضلا عن كونه من أبناء نفس الحي بالناظور، حي إبراقن.
ما يثير القلق فعليا، ليس فقط هذا التواطؤ الفج، بل سهولة تمرير مثل هذه “التعيينات العائلية”، وكأن التعليم لم يعد مؤسسة وطنية، بل إرثا شخصيا يوزع على المقربين وأبناء البيت، إنه مشهد لا يقل عبثا عن مخرج رديء لفيلم تم إنتاجه في كواليس الفساد الصغير.
الغريب أن المشروع العائلي هذا كاد يستكمل لولا أن رياح التعيينات الوزارية جرت بما لا تشتهي طموحات العبوضي، إذ أن إقصاءه من المنصب بشكل مفاجئ قد يجهض محاولته في تحويل مؤسسة تعليمية عمومية إلى بوابة خلفية لتثبيت نفوذ عائلي.
فهكذا، يتجلى نموذج صارخ لكيفية استغلال المنصب العمومي، لا لتطوير القطاع، ولا لتحسين جودة التعليم، بل لتأمين المستقبل “الوظيفي” للأبناء، في سياق يبدو فيه الوطن كأنه مزرعة صغيرة تتقاسمها شبكات الزبونية والعلاقات الشخصية.
ووسط هذا المشهد البائس، لا يسعنا إلا أن نسجل بأسى عميق أن التعليم في بلادنا لم يعد يحتضر فقط بسبب ضعف السياسات العمومية، بل أيضا بفعل طفيليات الداخل، التي ترى في المناصب فرصة للتمكين العائلي لا أكثر.
Sorry Comments are closed