الصورة أسفل المقال…
في قضايا الفساد الكبرى وتبييض الأموال العابرة للحدود، غالبا ما تظهر أسماء لامعة، تختفي فجأة عند اقتراب الخطر، وتسحب من الملفات كما تسحب الشعرة من العجين… هذا ما يثيره مجددا ملف “المواطن المالي” المتورط في قضايا مخدرات ثقيلة، والذي قيل إنه حول ملايين الدراهم من السنغال إلى المغرب، بتنسيق مع شبكة معقدة من الأسماء، بينها الشريك سعيد الناصري.
وحسب معطيات، فقد أجرى المواطن المالي اتصالات من السنغال مع المسمى سعيد الناصري لتنسيق دخوله إلى المغرب، رغم تورطه المفترض في شحنة 40 طنا من الشيرا المحجوزة بالجديدة… الأخير ـ أي الناصري ـ طمأنه بأنه “يمكنه العودة متى شاء”، لكونه “غير ملاحق أمنيا”… لكن الملف لم يتوقف عند هذا الحد، بل شمل تحويل مبلغ 8 ملايين درهم عبر أحد تجار المخدرات في ليبيا، بزعم إصلاح فيلا بالدار البيضاء، والوعود باسترجاع الشطر المتبقي لاحقًا.
المثير في الملف، أن المبلغ الكبير استعمل ـ وفق روايات ـ في محاولات لترحيل المواطن المالي من المغرب، باستغلال “علاقة مزعومة” بسيد العدل، عبد اللطيف وهبي… وهنا تبدأ الأسئلة الكبيرة:
لماذا أنكر سعيد الناصري خلال محاكمته ذكر اسم وهبي في محاضر الضابطة القضائية؟ هل يحاول فعلا إنقاذ الوزير من شبهة التورط أم يحاول قطع آخر خيوط النجاة لنفسه؟
ثم، إذا لم يكن لوهبي علاقة فعلا، فلماذا وظف اسمه كل هذه المرات كورقة ضغط أو وعد بالحل؟ هل نحن أمام سيناريو ابتزاز سياسي خفي؟ أم أن هناك شبكة نفوذ أعمق مما نتخيل، تعمل في الخفاء بين المال والمخدرات والسلطة؟
تظل هذه الأسئلة مفتوحة في انتظار ما قد تكشفه جلسات المحاكمة المقبلة، وما إذا كانت الحقيقة ستقال كاملة، أم سيتم الاكتفاء بتضحية جديدة على رقعة شطرنج السلطة والمال.
Sorry Comments are closed