يبدو أن الشرطة الإدارية بجماعة أزغنغان لم تعد تتحرك إلا على وقع الـ “لايك” والتعليق الفيسبوكي، بعدما كشفت قضية الكشك المجاور لثانوية طه حسين بجعدار عن واقع يثير أكثر من علامة استفهام حول مفهوم الرقابة الجماعية في المدينة.
فبعد أن نشر موقع “الريف 24″ مقالا يفضح وجود حشرات داخل الكشك الذي يقدم وجبات سريعة للتلاميذ، كشفت مصادر مطلعة أن صاحب الكشك تلقى اتصالات من بعض أعضاء المجلس الجماعي، نصحوه فيها بالإسراع في تنظيم حملة نظافة “فورية” قبل أن تطأ أي لجنة رسمية عتبة المكان… وبالفعل، سارع المعني بالأمر إلى تنظيف الكشك في وقت قياسي، وكأن النظافة قرار ظرفي مرتبط بـ”موعد الزيارة” لا بعادات يومية!
المثير في القصة أن رئيس جماعة أزغنغان لحبيب فنة لم يتأخر في التفاعل مع المقال… لكن على طريقته الخاصة… فقد نشر تعليقا على “فيسبوك” قال فيه إنه سيحرك أسطول الشرطة الإدارية للمعاينة، قبل أن يعود ويحذف التعليق لاحقا، ربما لأن الأسطول المعني يشتغل فقط داخل العالم الافتراضي!
فبدل أن تتحرك الشرطة الإدارية ميدانيا للقيام بمهامها القانونية، يبدو أنها تحولت إلى “شرطة رقمية” متخصصة في التعليقات والتفاعل مع الأخبار بعد انتشارها… وكأن مهمتها لم تعد حماية صحة المواطنين، بل مراقبة من يكتب عنهم أولا!
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل سنشهد يوما حملة تفقدية حقيقية، أم سنكتفي بحملات تنظيف “موسمية” تحركها المنشورات لا المصلحة العامة؟





Sorry Comments are closed