في الوقت الذي تستعد فيه مدينة الناظور لاحتضان “مهرجان الضحك”، تتصاعد التساؤلات بين سكانها حول مدى ملاءمة هذه المبادرة مع التحديات اليومية التي يواجهونها… فبين البنية التحتية المهترئة، والخدمات العمومية التي تعاني من قصور واضح، يرى البعض أن تنظيم مهرجان للفكاهة قد يبدو وكأنه تجاهل للمشاكل الحقيقية التي تؤرق المدينة وسكانها.
وعبر عدد من ساكنة الناظور عن استغرابهم من فكرة تنظيم مهرجان للضحك في مدينة تفرض عليهم الظروف اليومية “ابتسامة الألم”... فالطرق المتدهورة، والانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي والماء، وقصور الخدمات الصحية، كلها مواقف توفر، في نظرهم، “كوميديا سوداء” مجانية ومستمرة.
ويشير المنتقدون إلى أن الحاجة الملحة للمدينة لا تكمن في برامج ترفيهية، بل في مشاريع تنموية حقيقية تعالج القضايا الأساسية… ويرى هؤلاء أن توجيه الميزانيات نحو تحسين البنية التحتية، وتطوير المستشفى الإقليمي، ومعالجة مشكلة انقطاع الخدمات، سيكون له أثر إيجابي ومستدام على حياة السكان، يفوق بكثير ما يمكن أن يوفره مهرجان ترفيهي مؤقت.
كما يثير البعض نقطة أخرى تتعلق بدور المسؤولين المحليين، حيث يتساءلون عن جدوى مشاركة المنتخبين في فعاليات كهذه، وعن ما إذا كان الاهتمام بالبرامج الترفيهية قد يحل محل المسؤوليات الحقيقية المتمثلة في تحقيق التنمية الشاملة.
وفي خضم هذا الجدل، يظل السكان يأملون في أن تكون مثل هذه المبادرات فرصة للفت الانتباه إلى المشاكل التي تعاني منها مدينتهم، وأن لا تكون مجرد وسيلة لصرف النظر عن واقع يتطلب عملا جادا وملموسا بدلا من الضحك على مرارته.