شهدت السواحل الجنوبية لإسبانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية موجة جديدة من الهجرة غير النظامية، حيث سجلت السلطات الإسبانية وصول أكثر من 220 مهاجرا سريا عبر قوارب انطلقت من السواحل الجزائرية، في واحدة من أكبر العمليات المسجلة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأفادت مصادر من فرق الإنقاذ البحري أن أغلب المهاجرين ينحدرون من الجزائر، وقد تم اعتراضهم في عرض البحر قبل نقلهم إلى موانئ مختلفة على طول السواحل الأندلسية، ولا سيما ألميريا، وموتريل، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية لهم وتوزيعهم على مراكز الاستقبال المؤقتة.
وتشير التقديرات إلى أن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، إلى جانب الظروف السياسية والإقليمية، ساهمت في ارتفاع وتيرة “الحرقة” نحو الضفة الشمالية للمتوسط، رغم المخاطر الكبيرة التي تهدد حياة المهاجرين خلال هذه الرحلات البحرية.
وفي الوقت نفسه، تواصل السلطات الإسبانية التنسيق مع الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي لاحتواء هذه الموجات، غير أن الأرقام المسجلة مؤخرًا تؤكد أن ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر غرب المتوسط ما زالت في تصاعد مستمر، وهو ما يعكس حجم التحدي الإنساني والأمني المطروح أمام مدريد وبروكسيل على حد سواء.