في تطورات جديدة تتعلق بالملف القضائي الشائك المعروف بملف جمال الجبرية، كشفت محاضر الاستماع عن معطيات حساسة، بعد أن تبين أن الاسم المتداول بـ “خو مول لاتيراس” في ملف “جمال الجبرية” هو في الحقيقة محمد أمين الصوفي، أحد أبرز رجال الأعمال والمنتخبين البارزين بإقليم الناظور.
المعطيات التي توصل إليها “الريف 24” عبر تحليل المحضر، أن ولد الخياطة صرح أثناء استماعه إليه بأن جمال كانت تربطه علاقة مباشرة بـ محمد أمين الصوفي، مشددا على أن هذا الأخير يتمتع بنفوذ قوي يمتد إلى مستويات متعددة داخل الإقليم، حيث أن هذه الشهادة أعادت الصوفي إلى واجهة الملف باعتباره أحد الأسماء الثقيلة المتورطة في هذا المسار المعقد.
ورغم أن الصوفي يوجد رسميا رهن التحقيق لدى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالناظور، إلا أن الغريب – حسب ما رصدته مصادر مطلعة – هو غيابه المتكرر عن جلسات التحقيق، هذا الغياب أثار الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا مع ما يتداول عن تدخل جهات نافذة تعمل على حماية اسمه ومحاولة إبعاده عن دائرة الاتهام.
التقاطع بين تصريحات الشهود والمعطيات القضائية جعل اسم الصوفي حاضرا بوضوح داخل الملف، لكن المؤشرات الحالية توحي بوجود مناورات تهدف إلى تلميع صورته وتوريه اسمه من أجل التملص من المسؤولية، حيث يرى متتبعون أن هذه المحاولات تعكس صراعا خفيا بين مراكز نفوذ تسعى إلى التحكم في مخرجات الملف، الذي لم يعد مجرد قضية جنائية، بل أصبح قضية سياسية واقتصادية بامتياز.
ملف جمال الجبرية الذي جمع بين الاتجار في المخدرات، التهريب، والهجرة السرية، والسمسرة، يبدو اليوم في منعطف حساس، فذكر اسم شخصية بحجم محمد أمين الصوفي باعتباره “خو مول لاتيراس”، يؤكد أن القضية تتجاوز الأفراد العاديين لتطال أقطاب النفوذ المحلي.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل سيتمكن القضاء الناظوري من مواجهة هذا النفوذ ومواصلة التحقيق بصرامة وشفافية، أم أن الصمت سيغطي على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الإقليم؟
Sorry Comments are closed