شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا لافتًا في حدة الخلاف بين صانع المحتوى يوسف الزروالي واليوتيوبر هشام جيراندو، بعد تداول تسجيلات صوتية توثق انهيار العلاقة التي كانت تجمع بين الطرفين، على خلفية نزاع قيل إنه متعلق بمبالغ مالية ناهزت 100 مليون سنتيم.
وتُظهر هذه التسجيلات، التي تم تسريبها عبر صفحات ومنصات اجتماعية، وجود تواصل سابق بين الزروالي وجيراندو تخللته مشاورات حول محتوى منشور وتبادل معلومات، مما يعزز فرضية وجود تعاون غير معلن بين الطرفين خلال فترات سابقة.
ورغم أن طبيعة الخلاف لم تُحسم بتفاصيل رسمية دقيقة، فإن محتوى التسجيلات والتصريحات المتبادلة يوحي بوجود صراع على عوائد مالية، يقال إنها نتجت عن تسوية بين أحد الأشخاص الذين سبق وتم تناولهم في محتوى مشترك، وهو ما دفع الزروالي إلى الخروج بتسجيلات صوتية تنتقد جيراندو وتشكك في نواياه.
وقد أثار هذا الخلاف جدلًا واسعًا بين متابعي الطرفين، حيث عبّر عدد من النشطاء عن استيائهم من انكشاف ما وصفوه بـ”الوجه الحقيقي” لبعض صناع المحتوى، ممن يقدّمون أنفسهم كمدافعين عن قضايا المجتمع، في حين تُظهر الوقائع توظيفًا انتقائيًا للقضايا العامة لأغراض خاصة أو لتحقيق منافع شخصية.
ورغم تبادل الاتهامات، لم يصدر عن أي من الطرفين توضيح رسمي مفصل بشأن طبيعة العلاقة السابقة أو أسباب الخلاف المباشر، ما يفتح الباب أمام تكهنات وتحليلات متعددة، ويطرح تساؤلات حول معايير المصداقية والالتزام الأخلاقي في ممارسات التأثير الرقمي.
ويأتي هذا الجدل في سياق متزايد من الانتقادات الموجّهة لعدد من الوجوه النشطة على منصات التواصل، والتي باتت في مرمى مساءلات أخلاقية ومهنية بسبب الغموض الذي يلف مصادر تمويلها، وطريقة تناولها للمواضيع الحساسة، خاصة حين يتم تسييسها أو استغلالها في تصفية حسابات شخصية.
في انتظار توضيح رسمي من المعنيين بالأمر، تبقى هذه الواقعة مؤشرًا على الحاجة إلى نقاش أوسع حول ميثاق الأخلاقيات في مجال صناعة المحتوى الرقمي، وضبط العلاقة بين حرية التعبير والمسؤولية تجاه الرأي العام.
Sorry Comments are closed