لم يكن الريف يومًا منطقةً عادية في الخريطة الجغرافية للمغرب؛ بل كان ولا يزال عنوانًا بارزًا للنضال والكرامة. لكن، وبينما لا تزال جراح الحراك لم تندمل بعد، بدأت أصوات ترتفع من داخل وخارج المنطقة تتساءل: هل تحولت قضية الريف إلى مورد للاستغلال الشخصي والسياسي؟
الوقائع على الأرض تُشير إلى أن البعض ممن تصدّروا المشهد باسم “الدفاع عن الريف” جعلوا من مآسيه رأسمالًا رمزيًا، يستثمرونه في المؤتمرات والمنصات، دون أثر فعلي في ملفات المعتقلين أو في تخفيف معاناة الساكنة.
يتحدثون باسم الريف، لكنهم ينطقون بلغة المصالح.
الاسترزاق لا يتجلى فقط في التمويلات والمنح، بل في بناء “ماركات شخصية” على حساب القضايا، وتضخيم الذات على أنقاض الجراح الجماعية. ومع ذلك، فإن هذا الواقع لا يجب أن يحجب الصورة الكاملة؛ فثمة مناضلون صادقون، يشتغلون في صمت، يرفضون الظهور، ويواصلون المعركة بنفس الإيمان الأول
الخطورة اليوم ليست فقط في خفوت صوت الحقيقة، بل في ارتفاع ضجيج الادعاء.
فقد تحول الريف إلى “ماركة نضالية” لدى البعض لا يُلغي عدالة قضيته، لكنه يستدعي إعادة تموقع للخطاب، وفرزًا حقيقيًا بين من يُرافع عن الأرض، ومن يُراوغ باسمها.
Sorry Comments are closed