رصاص في عرض البحر.. كيف اغتالت الحدود حلم أسامة؟

رصاص في عرض البحر.. كيف اغتالت الحدود حلم أسامة؟
الريف 2431 يوليوز 2025Last Update : شهرين ago

تحولت مأساة الشاب المغربي أسامة همهام، البالغ من العمر 21 عامًا والمنحدر من دوار “احريكاتن” بجماعة تزطوطين، إلى قضية رأي عام بعد مقتله برصاص البحرية الجزائرية أثناء محاولته الهجرة نحو إسبانيا. الحادث أعاد تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها شباب المغرب خلال محاولات الهجرة غير النظامية، وعلى صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات تمس الحق في الحياة.

أسامة، المعروف بأخلاقه وطموحه، نشأ يتيم الأب وسط ظروف اجتماعية صعبة، وكان يحلم بمستقبل أفضل من خلال الدراسة في أوروبا. لكن حلمه انتهى فجأة حين أطلقت القوات الجزائرية النار على القارب الذي كان يقلّه رفقة 24 شابًا، بعد مطاردة قيل إنها بدأت من الجانب المغربي وأجبرتهم على الانحراف نحو المياه الجزائرية.

رغم إصابته البليغة على مستوى البطن، واصل القارب رحلته إلى السواحل الإسبانية حيث تم إسعاف أسامة إلى مستشفى بمدينة ألميريا، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه. الفيديوهات التي وثّقت نقل المهاجرين عبر دراجات مائية، والمناشدات التي تلت الحادث، أشعلت موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات بفتح تحقيق دولي في “جريمة سياسية وإنسانية” بكل المقاييس.

قضية أسامة لم تعد فقط مأساة شخصية، بل باتت رمزًا لفشل السياسات الإقليمية في حماية أرواح المهاجرين. إطلاق النار على مدنيين في عرض البحر يُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي، ويطرح أسئلة حادة حول غياب المساءلة. فهل تكون دماء أسامة جرس إنذار أخير قبل أن تبتلع الأمواج أحلامًا أخرى؟

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News