الخطاب الملكي … تشريح علني لجثة “الدولة الاجتماعية” في ظل إتقان الحكومة لفن التزيين للبيوت المتهالكة

الخطاب الملكي … تشريح علني لجثة “الدولة الاجتماعية” في ظل إتقان الحكومة لفن التزيين للبيوت المتهالكة
الريف 2429 يوليوز 2025Last Update : شهرين ago

في الذكرى السادسة والعشرين لتوليه العرش، خرج الملك محمد السادس بخطاب يحمل ما يشبه “بيان الحقيقة”، حيث قالها صراحة ودون مراوغة:

“ما تزال بعض المناطق تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم وتحقيق العدالة المجالية، فلا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين.”

كلمة تختزل حال المغرب المتناقض، وتفضح بكل وضوح عجز حكومة عزيز أخنوش، التي يبدو أنها دخلت في سباق السرعة… ولكن للأسف على الدراجة الهوائية، بينما الشعب ينتظر قطار “النموذج التنموي الجديد” الموعود، الذي لا يزال عالقا في محطة “سنعمل على”.

الخطاب الملكي هذه السنة لم يكن مجرد دعوة لمواصلة الإصلاحات، بل كان أقرب إلى صفعة راقية بالبذلة الرسمية… صفعة مباشرة لحكومة قضت نصف ولايتها تتغنى بأرقام خيالية عن المشاريع والبنيات التحتية و”القفزات النوعية”، بينما الواقع على الأرض يصرخ: “واش كتضحكو علينا ولا على راسكم؟”

أي عدالة مجالية تتحدث عنها الحكومة وقرى بأكملها لا تعرف طعم الطريق المعبدة ولا رائحة المستشفى؟ أي دولة اجتماعية تلك التي يطلب فيها من المواطن الفقير أن “يتأقلم مع الغلاء”، وكأننا في برنامج “الناجون من المجاعة”؟

لقد جاءت مضامين الخطاب الملكي بمثابة بيان نعي رسمي لمشروع الدولة الاجتماعية الذي وعدت به حكومة أخنوش… المشروع الذي انطلق صاخبا، مليئا بالوعود، ليصاب لاحقا بهشاشة مزمنة، تحتاج هي الأخرى إلى تغطية صحية.

من الواضح أن الملك، بخطابه الصريح، قد نزع ورقة التوت عن واقع تعيشه فئات واسعة من المغاربة:

شباب بدون أفق.

أسر تحت خط الفقر بثلاث طوابق.

مغرب بسرعتين؟ لا، بل مغرب بسيارة “كات كات” للوزراء ودراجة صدئة للمواطن.

أما الحكومة، فلا تزال تصر على أنها تنجز وتنجز، لكن لا أحد يعرف أين؟ وكيف؟ ولصالح من؟ وكأننا أمام حكومة تخصصت في إنجازات غير مرئية، لا يراها إلا من يمتلك نظارات “الواقع المعزز”.

في النهاية، خطاب الملك أعاد ضبط البوصلة، ووضع الحكومة أمام مرآة الحقيقة: لا عدالة مجالية، ولا تنمية ملموسة، ولا مغرب يسير بوتيرة واحدة.

والأهم من كل هذا: لا مزيد من الأعذار، ولا مكان لحكومة تتحدث لغة الأرقام بينما المواطن يتحدث لغة البقاء.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News