انطلقت مؤخرًا أشغال تثبيت عمود لشبكة الاتصالات في منطقة آيت إيمي التابعة لهضبة آيت بوكماز، وذلك في استجابة ميدانية لمطالب ساكنة المنطقة، التي عبّرت عن معاناتها مع ضعف التغطية الهاتفية والربط الرقمي خلال ما عُرف بـ”مسيرة الكرامة”.
وتُعد هذه الخطوة بداية ملموسة نحو تحسين جودة خدمات الاتصال والولوج إلى الإنترنت، ما من شأنه أن يسهم في الحد من مظاهر العزلة التي طالما أثرت سلبًا على الحياة اليومية للسكان، خاصة في المجالات المرتبطة بالتعليم عن بُعد، والخدمات الصحية، والتواصل الإداري، وحتى السياحة الجبلية التي تشكل موردًا مهمًا للمنطقة.
وأكدت مصادر محلية أن أشغال التثبيت تُنفذ تحت إشراف تقنيين مختصين، بالتنسيق مع السلطات المحلية، وبتمويل من الجهات المختصة في قطاع الاتصالات. ومن المرتقب أن يُستكمل المشروع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليغطي نطاقًا أوسع من قرى الهضبة، التي عانت لسنوات من ضعف البنية التحتية في هذا المجال.
ويأتي هذا التطور بعد أشهر من التحركات الشعبية السلمية التي خاضتها ساكنة آيت بوكماز، والتي طالبت من خلالها بربط المنطقة بشبكة الاتصالات، معتبرة ذلك حقًا من حقوق المواطنة الأساسية، ورافعة للتنمية المستدامة في العالم القروي.
وفي هذا السياق، اعتبر عدد من الفاعلين الجمعويين أن خطوة تثبيت عمود الاتصال تشكل “إشارة إيجابية”، لكنها “يجب أن تتبع بخطة أشمل تشمل تعميم التغطية، وتحسين جودة الخدمة، وضمان استمراريتها”.
يُذكر أن آيت بوكماز، المعروفة بجمالها الطبيعي ومؤهلاتها السياحية، تندرج ضمن المناطق الجبلية التي تواجه تحديات متعددة على مستوى البنيات التحتية، مما يجعل تحسين الربط الرقمي عنصرًا أساسيًا لتحقيق تنمية متوازنة وشاملة.
Sorry Comments are closed