متى أصبح الإعلام أداة في خدمة المافيا … “صاحبة العبور” بين تزييف الحقائق واستغلال آلام الشباب

متى أصبح الإعلام أداة في خدمة المافيا … “صاحبة العبور” بين تزييف الحقائق واستغلال آلام الشباب
الريف 2410 يوليوز 2025Last Update : 3 شهور ago

في ظرفية دقيقة تشهد فيها منطقة الريف، خصوصا إقليمي الناظور والدريوش، حملات أمنية متواصلة لتجفيف منابع التهريب ومحاصرة شبكات المخدرات، خرجت علينا إحدى الأبواق الإعلامية المحسوبة على صاحبة الموقع المعروفة محليا بلقب “صاحبة العبور” بمقال أقل ما يقال عنه إنه محاولة يائسة للعب على مشاعر الشباب وتضليل الرأي العام.

المقال الذي نشرته في موقعها لا يخلو من مكر لغوي مكشوف، إذ يتهم ضمنيا الأجهزة الأمنية بالتسبب في تفاقم البطالة، لا لشيء سوى لأنها أدت واجبها في التصدي لتجار السموم الذين دمروا نسيجنا الاجتماعي والاقتصادي لسنوات… وكأننا صرنا في زمن تدان فيه الدولة إن هي حاربت الإجرام!

وما يثير الاستغراب، بل السخرية، أن هذا الموقع الذي يدعي الدفاع عن الشباب، كان حتى وقت قريب يهاجم بشراسة كل ما يتعلق بشبكات التهريب، وكان يطالب بضربها بيد من حديد. فماذا تغير بين الأمس واليوم؟

الجواب واضح: المصالح والمواقف الشخصية، وربما أيضا العلاقات الجديدة التي نسجتها “صاحبة العبور” مع بعض الأسماء التي تخشى من افتضاحها عبر مواقع حرة ومستقلة مثل “الريف 24”.

تحاول “صاحبة العبور” اليوم، تحت غطاء “الواقع الاجتماعي”، أن تبيض صورة التهريب، وأن تحمل الإعلام النزيه مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي، في قلب فاضح للحقائق، وهي تعلم علم اليقين أن بعض أباطرة التهريب ممن ضاقت بهم السبل بعد التضييق الأمني، وجدوا في موقعها منبرا للهجوم على كل من يفسد عليهم تجارتهم المحرمة، وعلى رأسهم موقع “الريف 24” الذي يلتزم بخط تحرير واضح ضد الفساد والمخدرات.

نقولها بوضوح: الأجهزة الأمنية لا تحارب لأنها اعتقلت مروجا أو صادرت زوارق التهريب، بل تشكر وتدعم لأنها أنقذت مستقبل آلاف الشباب، أما من يريد الاستثمار في بؤس الناس لنيل بعض “البوز” أو كسب ود المهربين، فليعلم أن الذاكرة الجماعية لا تنسى، وأن الشعب أصبح يميز بين من يكتب من أجل الحقيقة، ومن يكتب من أجل الحسابات الضيقة.

إذا كانت هناك دعوة حقيقية لتوفير بدائل تنموية، فهذا لا يعني تبرير الجريمة، ولا التنصل من دعم الجهود الأمنية، فـ”صاحبة العبور” – مهما حاولت أن تلعب دور المنقذ – لن تمحو ماضي موقعها المليء بالتناقضات، ولا يمكنها اليوم أن تقنع الناس بأن محاربة التهريب هي السبب في خراب المنطقة.

السبب معروف: غياب التنمية والعدل المجالي، لا محاربة المجرمين.

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News