مرحبا بالجالية في حضن النفايات … الناظور تختنق برائحة الأزبال وعامل الإقليم في عزلة عطرية ببوعرك

مرحبا بالجالية في حضن النفايات … الناظور تختنق برائحة الأزبال وعامل الإقليم في عزلة عطرية ببوعرك
الريف 249 يوليوز 2025Last Update : 3 شهور ago

 

في الوقت الذي يعيش فيه عامل إقليم الناظور في فيلا فخمة بجماعة بوعرك، وسط الضيعات الخضراء، بعيدا عن صخب المدينة وروائحها الكريهة، ويجوب بسيارته المصفحة ذات المكيف عالي الجودة ونوافذها المحكمة الإغلاق، يبدو أن الرجل نسي – أو تناسى – أن هناك مدينة اسمها الناظور لم تعد تشم فيها إلا رائحة القمامة.

رائحة تزكم الأنوف وتكسر أنف كل من تسول له نفسه أن يفتح نافذة سيارته أو شق باب منزله … وهنا نتحدث عن سكان الناظور، لا عن العامل الذي لا يشم شيئا سوى “النعناع والمعدنوس” التي تزين أرجاء مسكنه وربما عربته الفاخرة!

مدينة الناظور تستعد – نظريا – لاستقبال مغاربة العالم في إطار عملية مرحبا، لكن عمليا، يبدو أن “الرائحة هي أول من يرحب بالجالية”، وهي رائحة ليست زكية أبدا، بل هي مزيج كيميائي عبقري من الأزبال المتعفنة، مخلفات الطعام، وبقايا النفايات التي تنتظر من يرحمها من الإهمال.

مفارقة تثير الدهشة – أو بالأحرى الغثيان – حين نقارن ما يجري في الناظور بمدينة الحسيمة، حيث تسير شاحنات النظافة في انضباط عسكري، وحيث لا أثر للرائحة ولا للكلاب الشاردة، وكأنها مدينة في دولة أخرى… هل الحسيمة محظوظة بمسؤوليها؟ أم أن الناظور مرمية تحت “مظلة الريبة واللامبالاة”؟

موقع “الريف 24” توصل خلال الأيام الأخيرة بسيل من الاتصالات والتذمرات من مواطنين يقطنون على طول الطريق الرابطة بين أزغنغان والناظور، وكذلك على الطريق الرئيسية نحو تاويمة، حيث تحولت هذه المناطق إلى “ممرات عطرية” لكن من نوع خاص: روائح كريهة تتسلل إلى البيوت، وترافق الناس إلى نومهم، بل وتوقظهم أحيانا على نباح الكلاب التي تتغذى من هذه النفايات!

أما شركة النظافة المفوض لها تدبير القطاع، فقد أثبتت – وللمرة الألف – أنها ليست سوى مشروع فاشل بامتياز… عرباتها تأتي متأخرة، وأحيانا لا تأتي، وحاوياتها مكسرة، وعمالها مثقلون دون تنسيق أو رقابة… هل هذه شركة نظافة أم شركة نشر الروائح؟

وفي ظل هذا الانهيار البيئي والمعنوي، تقف السلطات المحلية والإقليمية موقف المتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها، أو كأن الناظور ليست ضمن خريطة مهامها… لا زيارات ميدانية، لا محاسبة، لا طوارئ، ولا حتى تبرير…. وكأن الصمت هو الرد الرسمي على رائحة الفشل.

هل هكذا نستقبل جاليتنا؟ وهل أصبح شعار الناظور: “أهلا بكم في مدينة العفن والعفونة”؟
أليس من المخجل أن يكون استقبال مغاربة العالم مشوبا بروائح تجعلهم يعيدون التفكير في وطن العودة؟

الناظور لا تطلب المستحيل… فقط حقها في نظافة تحترم كرامة السكان والزوار… فهل من أذن صاغية… أم أن “العازل الهوائي” في سيارة المسؤولين أصبح يعزلهم حتى عن صوت المواطن؟

Short Link
Comments

Sorry Comments are closed

Breaking News