لم تكن ليلة السادس من يوليوز ليلة عادية في مدينة سلا، في حي سيدي موسى، لم يحتفل بعاشوراء كمناسبة دينية أو تقليدية، بل تحولت إلى ليلة سوداء شبيهة بحرب شوارع، بفضل شرذمة من المنحرفين، يمكن تسميتهم دون تردد بـ”أوباش سلا”، ممن وجدوا في هذه المناسبة فرصة لبث الفوضى ونشر الرعب وسط المواطنين.
مئات المفرقعات أُطلقت عشوائيا، نيران أُشعلت في إطارات السيارات، حاويات قمامة احترقت، وسحب الدخان غطت سماء الأحياء، مشاهد أشبه بميدان حرب، لا علاقة لها لا بالتقاليد ولا بالدين، بل تعكس حجم الانفلات التربوي والأخلاقي الذي تعانيه بعض الفئات التي تكبر بيننا بلا وعي ولا مسؤولية.
لكن الأخطر من هذا كله، كان الاعتداء الهمجي على عناصر الوقاية المدنية أثناء محاولتهم إخماد النيران، ورشق رجال الأمن بالحجارة، في تحدّ صارخ لكل مظاهر الدولة والنظام، هل هذه تربية أسر؟ أم نتيجة سنوات من التهميش وغياب القدوة وانهيار المدرسة والشارع معًا؟
إن من شارك في تلك الفوضى لا يستحق أن يسمى “محتفلًا”، بل يستحق توصيفه الحقيقي: أوباش يعيشون أزمة قيم وسلوك، تربية اليوتيوب والتيك توك، وغياب الرقابة الأسرية، جعلت من بعض المراهقين قنابل موقوتة في يد العبث، لا يردعهم دين ولا قانون ولا حتى إحساس بالانتماء لمجتمع.
عاشوراء ليست شماعة لتعليق الانحراف، ولا مبررا للخراب، وإذا لم تتحرك الدولة بشكل صارم، وإذا استمر التساهل في تسويق المفرقعات من تحت الطاولة، وإذا لم يرب الآباء أبناءهم على احترام الأمن والملكية العامة، فإننا على موعد مع فصول أعنف في السنوات المقبلة.
ما وقع في سلا هو جرس إنذار، لا يخص المدينة وحدها، بل يخص كل مغربي يخاف على مستقبل هذا الوطن.
Sorry Comments are closed