في مشهد غير مسبوق، غادرت مساء اليوم باخرة “أرماس” الإسبانية ميناء الحسيمة متجهة نحو ميناء موتريل الإسباني وعلى متنها سبعة مسافرين فقط، في رحلة وُصفت بأنها الأضعف إقبالًا منذ سنوات، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب الشعبي.
تأتي هذه الرحلة بعد يوم واحد فقط من الوقفة الاحتجاجية التي نظمها محمد المقدم، شقيق الشاب المختفي مروان المقدم، أمام الميناء، والتي تزامنت مع وصول أولى رحلات “أرماس” ضمن عملية “مرحبا 2025”. الوقفة عرفت مشاركة واسعة من المواطنين والنشطاء، ورفعت خلالها شعارات تطالب بكشف الحقيقة حول مصير مروان، الذي اختفى في ظروف غامضة خلال رحلة بحرية على متن باخرة تابعة لنفس الشركة في أبريل 2024.
العائلة، التي لم تتوقف عن المطالبة بالحقيقة منذ أكثر من عام، تتهم الشركة بالتستر ورفض التعاون، خاصة بعد امتناعها عن تسليم تسجيلات كاميرات المراقبة، وعدم تقديم أي توضيحات بشأن ما حدث على متن الباخرة. كما لم تسجل السلطات الإسبانية أي دخول رسمي باسم مروان، ما زاد من غموض القضية.
الرحلة الأخيرة التي الركاب، اعتُبرت من طرف متابعين بمثابة “تصويت بالعزوف” من طرف الجالية المغربية، ورسالة احتجاج صامتة ضد شركة “أرماس”، التي يراها كثيرون غير جديرة بالثقة في ظل استمرارها في العمل دون تقديم أي اعتذار أو توضيح للرأي العام.
وتستمر المطالب بفتح تحقيق نزيه وشفاف، يشمل الاستماع إلى طاقم الباخرة وتحميل المسؤوليات القانونية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتدخل رسمي من السلطات المغربية والإسبانية لإنهاء هذا الملف المؤلم.
Sorry Comments are closed